لطالما شكلت الحركة الطلابية بالمغرب وعلى امتداد
تاريخها الذهبي الحافل بالتضحيات والعطاء شوكة في حلق النظام العميل القائم بالمغرب.
وذلك بمواجهتها لكافة مخططاته الاجرامية التي تستهدف ابناء شعبنا مماجعلها اكثر مواقع
المجابهة عرضة للاستهدفات والمؤامرات الدنيئة التي لعبت فيها القوى الرجعية الظلامية
والشوفينية اداور كبيرة مادامت الوجه الاخر للنظام واوراقه الرابحة.
ويعتبر هذا المقال الذي كتب ابان مرحلة دقيقة
وحرجة مرة منها الحركة الطلابية بشكل عام وموقع الشهيد محمد الطاهر الساسيوي مكناس
سنة 2011_2012و الذي سبق وان نشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي احدى المساهمات
التي تكشف عن تاريخ هذه القوى و الادوار التي لعبتها لضرب الحركة الطلابية والفكر التقدمي،
وهو في نفس الوقت يكشف ويعري كل أولئلك الذين يطبعون و يعقدون التحالفات المشبوهة.
ويرفعون الشعارت والأوهام حول نبد العنف و النضال السلمي والحوار الديموقراطي، واختار
محاصرة المناضلين الثورين والاصطفاف إلى جانب اعداء الشعب .
دفاعا عن كفاحية وثورية الحركة الطلابية
وحول تبادل الأدوار بين النظام القائم و تجليات
الحظر العملي على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
بعد مؤتمر الطلاق والانطلاق كان قمع الدموي للحركة
الطلابية هو عنوان تعاطي النظام القائم معها حتى يومنا هذا، إذ تفنن النظام في استخدام
كافة الوسائل لإخراس صوت الشعب المغربي داخل المؤسسات التعليمية كي تصبح هذه الأخيرة
واجهة أخرى تعيش في فلك مخططاته و تستجيب لحاجياته و كل من قال لا لن يكون مصيره إلا
العصا أو الجزرة أي تكتيكي القمع و الاحتواء إذ كان هذا هو المشهد الذي كان يتكرر داخل
الجامعة المغربية بصورة دورية ، فبعد أن تدفقت جموع أبناء العمال و الفلاحين الفقراء
و التحقت بقطاع التعليم بعد الاستقلال الشكلي حدث تغير كبير في الخط السياسي للمنظمة
الطلابية أو ط م ،و ذلك بتجاوزها للإطار الذي حدده لها النظام منذ ظهور ا و ط م سنة
1956 من خلال المواقف المعلن عنها في المؤتمر السادس ، و التي حملت النظام القائم مسؤولية
ما يقع داخل البلاد ، أي أنها أعلنت عن منعطف هام في تاريخ الحركة الطلابية و عن مسار
يتطور في اتجاه عام هو تموقع الحركة في موقعها الحقيقي أي المساهمة الفعالة في الوصول
للأهداف الإستراتيجية للشعب المغربي ، فبعد المِؤتمر6 كانت الجماهير الطلابية على موعد
مع العديد من المعارك الطلابية بداية الستينات من بينها مقاطعة انتخابات 1962 والمعارك
النضالية القوية المطالبة بإصلاح قطاع التعليم التي شكلت الانتفاضة المجيدة 23 مارس
1965 تتويجا لهاته النضالات والتي تعاطى معها النظام القائم بأسلوب القمع الدموي استمرارا
لمسلسل الهجومات التي طالت نضالات شعبنا ( انتفاضة الريف 58 – 59 ، انتفاضة مكناس
59 ،إعدامات أعضاء المقاومة وجيش التحرير 62 – 63 ، ...) ، فكان لتغير المنحى السياسي
للمنظمة الطلابية أوطم بمواقفها ومعاركها نتيجة لتغير شكل تعاطي النظام مع الإتحاد
الوطني لطلبة المغرب في هاته المرحلة وذلك يتمثل في محاولته اليائسة في تشويه الإطار
وخلقه لبديل مشبوه وهو الإتحاد العام لطلبة المغرب 1962 والذي يسمى في أدبيات الوسط
الطلابي بالإتحاد العام لطلبة الصفر وكذا الاعتقالات التي طالت مناضلي أوطم بعد مقاطعة
انتخابات 62 ، حيث تم الحكم بالإعدام غيابيا على رئيس المنظمة في الوقت الذي حاول فيه
فصل نضالات الطلبة عن التلاميذ 1963 والتي باءت بالفشل ، كم تم رفع دعوى قضائية فاشلة
ضد أوطم واستدعاء قيادة المنظمة للخدمة العسكرية 1966،إلا أن التطور الكمي والنوعي
الذي عرفته الحركة الطلابية خلال نهاية الستينات وبداية السبعينات وما راكمته الحركة
الطلابية من تجارب بارتباط وثيق مع التطورات التي عرفها الوضع السياسي سواء بالمغرب
أو على المستوى العالمي ، أدى إلى تبلور الفكر الثوري المتشخص في الحركة الماركسية
اللينينية المغربية، هذا الواقع انعكس بشكل موضوعي داخل الحركة الطلابية لتتموقع بشكل
جدلي في سكتها الصحيحة باعتبارها جزء لا يتجزأ من حركة الجماهير الشعبية ، هذا ما تبين
من خلال حدوث انعطافة نوعية سنة 1969 بصدور مقررات المؤتمر 13 والتي أكدت على عدة مواقف
سياسية تجاوزت الخط الإصلاحي للمنظمة الذي كان يسود من قبل ، ومن بين هاته المواقف:
* سياسيا: بالقمع الموجه ضد كل حركة جماهيرية
( قمع انتفاضة الريف 58 – 59، انتفاضة 65، إعدامات جيش التحرير..).
* اقتصاديا: تعميق التبعية للإمبريالية.
* اجتماعيا: تفاقم البطالة، وتدهور الأوضاع المعيشية
للشعب الكادح، وعلى رأسه الطبقة العاملة، والفلاحين الفقراء.
*اعتبر القضية الفلسطينية كقضية وطنية انطلاقا
من وحدة العدو لكل من الشعب الفلسطيني والشعب المغربي وهو الثالوث اللعين: الإمبريالية،
الصهيونية، الرجعية.ثم صاغ برنامجا نضاليا خاصا بالقضية الفلسطينية ، وعمق الفهم الصحيح
لمبادئ المنظمة الأربع وأقر اللجان الملغاة من طرف المؤتمر السابق، وكذلك هجومه القوي
على القوى الإصلاحية المتخاذلة ، وعلى سياسة المساومة على حساب نضالات الجماهير التي
تنهجها.
إن هاته الانعطافة المتميزة فتحت آفاقا واسعة
للفعل النضالي داخل الجامعة المغربية والتي كانت تتميز آنذاك بمعارك جماهيرية ذات نفس
طويل بالمشاركة القوية للتلاميذ والطلاب على حد سواء ، الشيء الذي جعل مناظرة / مؤامرة
إفران 1970 مسرحا لجريمة أخرى للنظام القائم بموجبها تم فصل نضالات التلاميذ عن نضالات
الطلبة ، إلا أن مسيرة الحركة الطلابية واصلت طريقها الشاق والمضني لمزيد من التخندق
في خندق الجماهير الشعبية وقوى الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية لتكون المقررات
التنظيمية و السياسية الصادرة عن المؤتمر 15 سنة 1972 تعبيرا واضحا لهذه المسيرة النوعية
بحيث وضع المؤتمر الحركة في موقع منسجم و مصالح عموم الشعب المغربي ، حيث قاد الطلبة
الجبهويون أو الجبهة الموحدة للطلبة التقدميون والمتشبعين بروح الماركسية اللينينية
، المؤتمر 15 بشكل ناجح فعلى المستوى التنظيمي تم التأكيد على الفهم السليم للتنظيم
باعتباره وسيلة من خلاله تتحقق الأهداف والغايات ،فقد تمت بلورة عدة أشكال ديمقراطية
( إعطاء الشرعية القانونية لمجالس المناضلين ودور التقرير لمجالس الكليات…)، أما على
المستوى السياسي فقد قدم المؤتمر العديد من المواقف الثورية كالموقف من النظام القائم
باعتباره نظاما لاوطنيا لاديمقراطيا لاشعبيا و الاعتقال السياسي قضية طبقية و أكد الموقف
من قضية الصحراء بتدعيمه لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و كذا تجاوز القوى الاصلاحية
المهادنة ، و مواقف عدة أخرى معروفة بجذريتها ما جعل من معارك الحركة الطلابية في بداية
السبعينات إلى غاية الآن تنير طريقها بمقررات هاته القفزة النوعية و تجعل من شعار لكل
معركة جماهيرية صداها في الجامعة شعارا ترتبط به نضالات الحركة الطلابية و نضالات الشعب
المغربي و الجدير بالذكر ان دور الحركة الطلابية منذ تلك الفترة كان دورا رياديا في
مواجهة المخططات الطبقية للنظام القائم مما جعل هذا الأخير يغير من حدة قمعه للفعل
الأوطامي ما تبين مباشرة بعد انعقاد المؤتمر 15 بسنه لقانون يحظر أنشطة أوطم كليا
(24يناير 1973)،ليصبح الإنتماء لأ و ط م أمرا محظورا، في ظل وضع عام يتسم بهجومات الإمبريالية
على حركة التحرر العالمية و بمحاولات النظام القائم تجاوز أزمته الداخلية ( الانقلابات...)
، حيث كان عنوان هاته المرحلة بكاملها هو شدة القمع المسلط على التنظيمات الماركسية
اللينينية (إلى الأمام ، منظمة 23 مارس ...) ، وعلى كل من يعارض سياسة النظام ، ليستمر
هذا الهجوم على مناضلي الحركة الطلابية نذكر للمثال الحكم غيابيا بالإعدام على عزيز
لمنبهي رئيس المنظمة و نائبه عبد الواحد بلكبير ، و العديد من الإعتقالات في صفوف المناضلين
الأوطاميين، لكن رغم كل هذا فإن الحركة الطلابية استطاعت تجاوز هاته المرحلة و الاستمرار
على نفس النهج الكفاحي الذي حدده لها المؤتمر 15 ليتم تتويج موسم 73 بالسنة البيضاء
و بعدها تم مواجهة التخريب الجامعي لموسم 75 ، الشئ الذي فرض على النظام القائم التراجع
عن قرار الحظر القانوني سنة 1978 . إن هذا الزخم من التضحيات التي قدمها المناضلين
الشرفاء من معتقلين و شهداء ما فعل سوى ان دعم و صلب عود الحركة في سياق اكتسبت فيه
المزيد من المناعة الكفاحية و الثورية بميلاد فصيل طلابي مستقل تنظيميا عن باقي التنظيمات
الأخرى إسمه النهج الديمقراطي القاعدي 1979 و هو بمثابة امتداد نوعي وموضوعي للجبهة
الموحدة ،إذ أكد على النظرية الماركسية اللينينية بما هي مرشد للعمل ، و على استراتيجية
الحركة بما هي تشييد تعليم شعبي ديمقراطي علمي و موحد بالإضافة لجملة المواقف الجذرية
الأخرى للمؤتمر 15.
ولأننا نريد فقط توضيح الأساليب التي تعاطى بها
النظام القائم تجاه نضالات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب طيلة مساره الحافل بالعطاءات
هذه الأساليب تعد من بين الأجزاء المكملة لصورة وجهه الدموي البشع ، فكلما استطاعت
الحركة التقدم خطوة إلى الأمام كلما استعمل النظام أسلوبا من أساليبه الخسيسة بغية
إرجاعها للوراء ، وباعتبار النهج الديمقراطي القاعدي القوة السياسية الكفاحية الوحيدة
التي عرفها تاريخ الحر كة الطلابية بل تاريخ المغرب بعد 1979 بدون مزايدة أو نقصان
و الذي ساهم و يساهم في تخصيب حقل من حقول الصراع الطبقي و هو قطاع التعليم ، فإنه
واصل منذ ظهوره تجاوز الآفاق الإصلاحية و الآراء الانتهازية التي تكبل مستقبل الحركة
عبر نشر الأوهام و أفكار الاستسلام و المهادنة ، و كذا مد الفعل الطلابي بالمزيد من
القوة و الكفاحية ، الشئ الذي جسده الجبهويون بنقدهم اللاذع للسقف المقرر خلال المؤتمر
14 الذي تغنى بشعارت النظام آنذاك من مثيل التفتح السياسي و الاصلاح الاجتماعي...
إن اشتداد الأزمة الداخلية للبلدان الإمبريالية
نهاية السبعينات و بداية الثمانينات انعكس بشكل جلي داخل المغرب
بنهج النظام التبعي لمخططات تخدم الرأسمال الأجنبي
بالمغرب من خلال رهن الخيرات و القطاعات لهذا الرأسمال الدخيل على وطننا الجريح ، وذلك
ما أسماه النظام ببرنامج التقويم الهيكلي 83 ،هذا الإنعكاس أثر بصورة جدلية على الوضع
الإجتماعي للشعب المغربي الذي رد بقوة عن طريق الإنتفاض و التمرد ( انتفاضة 78-79-
انتفاضة الفلاحين في العديد من المناطق ، الإضرابات البطولية للطبقة العاملة في العديد
من المدن ). هذا المد النضالي توج بانتفاضتين مجيدتين 81-84 و التي رغم عفويتها إلا
أن الجماهير الشعبية قدمت ايات من البطولة و الكفاح ضد بيع ورهن خيرات الوطن بأبخس
الأثمان ، هذا المد الشعبي لعبت فيه الحركة الطلابية دورا طلائعيا هاما بحيث فجرت العديد
من المعارك القوية و الموازية لنضالات شعبنا الكادح نذكر منها معركة 82-83 حيث كانت
معركة وطنية تم تكسيرها عن طريق القوى الإصلاحية التي هادنت واستسلمت كما هو معهود
عنها ... إلا أن الحركة الطلابية بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي واصلت مشوارها الفعلي
،واعتقادا من أن القمع الدموي الشرس هو من سيخرس الصوت الحر داخل الجامعة ارتأى النظام
القائم تسخير جهاز الأواكس و هو جهاز مكون من عصابات مدربة تم نشرها داخل مختلف الكليات
وهي جهزة ومدعمة لوجيستيكيا بادوات تواصل متطورة ،و أسلحة بيضاء من سيوف وسلاسل وعصي
... فكانت تهاجم الأشكال النضالية التي يقوم بها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من تظاهرات
، و عتصامات ، و أيام ثقافية ، لتواصل هذه العصابة من اجرامها حد منع أي تجمع داخل
الجامعة بعدد من الطلاب يتجاوز ثلاث أو أربع طلاب ، وما دمنا نتحدث عن كفاحية الحركة
فإنها تجاوزت حتى هذا الجهازعن طريق مواجهته و النضال ضد الطروحات التصفوية الداعية
للإستسلام للأواكس بمبررات واهية ، هذا التجاوز لم يتم بالمجان أو سرعة و إنما قدمت
المعركة الطلابية العديد من المعتقلين سواء الذين تم اعتقالهم إبان انتفاضة 81 و الانتفاضة
المجيدة 84 ، ليس المعتقلين وفقط بقدر ما العديد من الجرحى ليسقط الشهيدين بلهواري
مصطفى و الدريدي مولاي بوبكر إثر إضرابهم اللامحدود عن الطعام الذي فاق 56 يوم ، للتذكير
فإن الرفيقين بلهواري و الدريدي تم إعتقالهما على خلفية مشاركتما في الإنتفاضة المجيدة
84 بمراكش رغم أن المجال هنا لايتسع لتتبع كرونولوجي للأحداث داخل الجامعة المغربية
، فلابد من الإشارة للجرائم التي ارتكبها النظام القائم في حق نضالات أوطم ،فبعد دراسة
وتمحيص الواقع الذي تعيشه الحركة الطلابية في شقها الذاتي و الموضوعي قدم النهج الديمقراطي
القاعدي إجابة علمية على الأزمة التي تتخبط فيها الحركة من خلال وضعه لثلاث مهام ممثلة
في البرنامج المرحلي وذلك سنة 1986 ، هذا البرنامج ربط بفهم جدلي مهام الحركة المباشرة
(تحسين الوضع المادي و المعنوي للطلاب ) و المهام غير المباشرة ( المساهمة في الثورة
الوطنية الديمقراطية الشعبية ) ليكون البرنامج المرحلي خطوة هامة في مسار الحركة والذي
أنارالطريق أكثر من السابق للجماهير الطلابية كي تجسد دورها في التاريخ في الشروط الحالية
بشكل علمي بعيدا عن روح المهادنة و الفوضوية الضيقة ، لتفجر العديد من المعارك ذات
النفس الطويل معلنة عن فشل جهاز الأواكس في لجم الحركة وكذا عن قوة الإجابة المرحلية
في تجاوز جميع المعرقلات التي تطرح أمام الحركة حتى بلوغ الثورة الديمقراطية الشعبية
، بحيث تم تجاوز جملة الآراء التي برزت خلال الثمانينات ( المظليين، انصارالمبادرة
الجماهيرية ، أنصار الكراس، الكلمة الممانعة ..) فلم يجد النظام سوى خوض تجربة جديدة
في البحث عن أسلوب جديد يؤدي نفس الأدوار التي قام بها جهاز الأواكس بحيث كانت مرحلة
نهاية الثمانينات و بداية التسعينات هي مرحلة مد الفكر الظلامي الذي خيم في العديد
من البلدان كالسودان ومصر ، تونس و الجزائر، ليتم استقطاب عدة عناصر من هاته الجماعات
وتكوين مايسمى بالشبيبة الإسلامية وهي موالية لتلك الجماعات على مستوى تصوراتها الظلامية
و التي تعتمد على تقسيم المجتمع إلى أناس مسلمين و أخرين كفار وكذا تنصيب نفسها خليفة
لله في الأرض وكذا المتحدثة الوحيدة باسم الدين الإسلامي ، أما دورها الحقيقي على المستوى
العالمي فهو واضح بما هو الحفاظ على مصالح الدوائر الامبريالية عموما ، وهذا ما تجلى
من داخل المغرب الذي كان يعيش على ايقاع الغليان الشعبي بتفجير الانتفاضات تلوى الانتفاضات
في مختلف القطاعات و المجالات ، توجت بالإنتفاضة الجماهيرية المجيدة 1990 ، كتعبير
عن رفض الشعب المغربي للمضي في العيش تحت وطأة التفقير و التجويع الممنهج نفس الشيء
عرفه قطاع التعليم ، ليلبس الظلاميون أزياء الاطفائيين بنشرهم للخرافات و الشعوذة وكذا
قيامهم بالدعاية المقيتة ضد الفكر الماركسي سواء داخل المساجد أو خارجه و بيع كتيبات
رخيصة الثمن مملوءة بكل مايلزم لإطفاء الغضب الشعبي وترسيخ أفكار تجرم النضالات الجماهيرية
كاعتبار الإنتماء لنقابات هو بدعة لأن النقابات هي نقابات ملحدة في نظرهم وأن وضع الفقر
و التشرد و البطالة و الإضطهاد الطبقي هو من مشيئة و قدر الله و بالتالي دعت ألا يعارض
قدر الله ، بالإضافة لدزينة من الأفكارالمثالية و الظلامية الأخرى ، لتستمر محاولاتهم
في السير عكس تيار التاريخ و الذي يسير ويتقدم ولا يرجع إلى الوراء أبدا وذلك بحشدهم
لمنطقة الى و ،و التوجه نحو"تحرير كابول" ( أي ضرب الإتحاد الوطني لطلبة
المغرب و إجتثاته ) هذا ماجعلهم يحملون سيوفهم وسواطيرهم ومقررات الفتوى في حق مناضلي
الحركة متوجهين إلى مختلف المواقع الجامعية (وجدة، فاس، مكناس، قنيطرة ، أكادير،
... ) لتنفيذ مختلف الفتاوي ، حيث قامت هاته العصابات بالإعتداء على كل من سولت له
نفسه الإنتماء لأوطم و الدفاع عن مبادئها وصلت هذه الهجمات حد اغتيال الرفيق المعطي
بوملي سنة 1991 بوجدة وكذا الرفيق ايت الجيد محمد بنعيسى بفاس 1993 ، واهتداءا بالبرنامج
المرحلي فإن الجماهير الطلابية ومناضلي الحركة الطلابية قدمت الإجابة السليمة لتجاوز
ذلك الهجوم الخطير وذلك بتبني موقف الفضح و المواجهة العسكرية لتلك القوى ،وبذلك تم
وضع الحد لمختلف الأراء المهادنة و المستسلمة لاسواء تلك التي تعتبر القوى الظلامية
كمكون سياسي داخل الإتحاد الوطني لطلبة المغرب و تدعوا للحوار معها ، أو تلك التي تعد
مواجهتها هي مهمة استراتيجية وليست مهمة أنية ، وبعد سنوات من المواجهة الشرسة لهاته
القوى والتي كانت مدعومة بكل الأليات الحديثة من طرف النظام القائم سواء أسلحة ،وسيارات
أسعاف ، وسيارات التنقل ، و الكلاب المدربة ، الكريموحين ... ) ، فبعد سنوات المواجهة
حاول النظام القائم الإجهاز على العديد من المكتسبات المادية و المعنوية وذلك طيلة
سنوات التيسعينات (تنزيل بند تقزيم المنح ، بند الطرد البيداغوجي ...) وبعد توجيهات
صندوق النقد الدولي لسنة 1995 استكمل النظام هجومه بصياغته للمخطط الطبقي و المسمى
" الميثاق الزطني لتربية و التكوين " و القاضي بخوصصو قطاع التعليم و مند
2002 إلى غاية الآن فالنظام القائم عمل كل ما في جهده للوصول إلى هذه الخوصصة أي بمعنى
أخر تشريد أبناء الجماهير الشعبية وتحويلهم إلى أدوات موجهة لخدمة شركات الرأسمال الأجنبي
لكن كل محاولاته كان مصيرها الفشل الذريع ليلتجأ إلى تغيير شكل و اسم المخطط الطبقي
في عدة مرات ، إلا أن العين المتبصرة لمناضلي الإتحاد الوطني لطلبة المغرب كشفت جميع
الخلفيات الإقتصادية و السياسية و الإديولوجية وراء هذا المخطط لتتفجر المعارك تلوى
المعارك النضالية تحت شعار المجانية أو الإستشهاد من أجل تحصين الأساس المادي لتواجد
أبناء الشعب المغربي داخل الجامعة ، هاته المعارك و التي أتت في سياق لم يجد فيه النظام
القائم من حيلة تجاهها خصوصا بعد عجز القوى الظلامية انجاز المهام الموكولة لها و المتمثلة
في القضاء النهائي عن منبع كفاحية الحركة وهو النهج الديمقراطي القاعدي فلتجأ النظام
القائم كعادته لوسائل القمع المباشرة و الإعتقالات وطرد المناضلين ماخلف العديد من
المعتقلين و المطرودين و الشهداء فبعد توالي السنوات تأكد النظام القائم من فشله الذريع
في كبح جماح الفعل النضالي خصوصا بعد نتهاء المدة الزمنية التي حددها له أسياده بغية
تنزيل و فرض رسوم التسجيل سنة 2006 ،...إن جعل النظام القائم تنفيد مخططات في التعليم
ضمن الأولويات بعد ملف الصحراء الغربية ، ماتبين من خلال خطابات الكمبرادور محمد السادس
في هذه الفترة المذكورة ، أدى به إلى البحث من جديد عن رجل إطفاء جديد بإمكانه أن يتبادل
الدور معه ، لكن هذه المرة لم يعمل كثيرا لأجل هذا الغرض لوجود قوى سياسية داخل الجامعة
تتقاطع معه (هموم المرحلة ) وهي الدفاع عن (الوحدة الترابية ) وكذا عن خوصصة التعليم
، هاته القوى كما يعلم الجميع هي القوى الشوفينية الرجعية و المسمات ( بالحركة الثقافية
الأمازيغية ) فهي لم تختلف عن سابقتها الظلامية إلا في الشكل أما المضمون فهو واحد
، لتحشد كل الحقد على الحركة الطلابية بإعتمادها زعزعة العواطف ، عواطف أبناء شعبنا
الكادح على مستوى مناطق الجنوب الشرقي ورسمها الإتحاد الوطني لطلبة المغرب و النهج
الديمقراطي القاعدي كوحش يكن العداء للأمازيغية و الأمازيغ في محاولة لمحورة الصراع
العمودي وتحويله إلى صراع أفقي بين الأمازيغ و العرب فهي الأخرى لم تدخر جهدا في شن
هجوم أهوج على كافة التقدميين و المحسوبون على التقدمية و الماركسية اللنينية وذلك
عبر البهارج التي يتم تنظيمها داخل الجامعة و خارج الجامعة ، لتقوم بالتجييش هي الأخرى
لضرب الحركة منذ سنة 2007 بشكل سافر للهجوم على المواقع الجامعية (أكادير ، مكناس ،
الراشدية ، تازة ... ) مخلفة من ورائها جريمة من جرائمها وهي إغتيال الرفيقين القاعديين
عبد الرحمان الحسناوي و محمد الطاهر ساسيوي في ظرف عشرة أيام ، ... فللإشارة فإن هاته
القوى كانت مشكلة هي الأخرى من عصابات فاشية تلقت كل الضمانات السياسية و التدعيم اللوجيستيكي
المادي و المعنوي من طرف النظام القائم للقيام بهجومها الذي استمر إلى هاته اللحظة
الراهنة ،... مباشرة بعد سنة 2007 تم تغيير اسم المخطط الطبقي " الميثاق"
إلى اسم جديد وهو " البرنامج الإستعجالي " وتحديد مدة تنزيله إلى غاية
2012 وازاه بأجرأة عدة بنود تخريبية على المستوى العملي ( الطرد البيداغوجي ، تقزيم
المنح ) و الإجهاز على ما تبقى من مكتسبات الجماهير الطلابية من سكن ، تغدية ، صحة
، نقل،... في وقت استمرت فيه الحركة الطلابية بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي نضالها
وفضحها لطبيعة النظام في مختلف المواقع الجامعية ابرزها مواقع ( مكناس ، أكادير ، الراشدية
،... ) ، لتستمر القوى الشوفينية الرجعية في هجماتها البشعة على الفعل النضالي وعملية
التجييش ضد أي تقدم يمكن أن تحرزه الحركة الجماهيرية عامة و الحركة الطلابية خصوصا
، هاته العملية تتم برعاية مباشرة من طرف مخابرات النظام القائم ( رعاية حسن أوريد
لذات القوى بمكناس سنة 2007-2008 كمثال ) ، وما دمنا نتحدث عن تبادل الأدوار بين النظام
و تجليات الحظر فلابد ان نوضح أن عجز النظام على لجم الحركة و تحقيق الموازنات التي
يريدها داخل الجامعة باستعمال أجهزته القمعية ( بوليس سري ،علني ، قوات مساعدة،
....) هو السبب الدي يجعله يبحث عن بيادق أخرى تؤدي نفس العمل بالوكالة ، هذا ما تبين
بالملموس مرة أخرى خلال الموسمين 2010-2011 وذلك يتجدد هجوم الفاشية على المواقع الجامعية
( الراشدية ، أكادير، مكناس،...) لكن هاته المرة يمكن أن نغير لها الإسم بعض الشيء
ونسميها ( البلطجية ) أو الشبيحة على اعتبار أن حملها السيوف و السواطر على الجماهير
الأوطامية أتى في سياق ما شهده العالم من انتفاضات شعبية ( تونس، مصر ، ليبيا ، سوريا
، اليمن ، البحرين ، الجزائر ، اليونان ، اسبانيا ،...) نفس ما شهده المغرب بتفجر الانتفاضة
الشعبية 20 فبراير حيث قدم الشعب المغربي العديد من الشهداء و المعتقلين السياسيين
، بحيث أن الأنظمة في الدول الأنفة الذكر كانت تستعمل ما يسمى البيطجية لقمع المنتفضين
باستعمالها للسيوف و السكاكين ... بنفس ما شهدته بلادنا ( اغتيال كمال حساني أبرز مثال
) سواء خلال التظاهرات و الانتفاضات المتفرقة في جميع أنحاء وطننا الجريح أو داخل الجامعة
على اعتبار أن النظام القائم حاول إبعاد مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي و الجماهير
الأوطامية عن ما عرفته الحركة الجماهيرية في الشارع وذلك بتسخير البلطجية المعروفة
ب ((MCA )) لارتكاب المجازر و الجرائم البشعة و النكراء في حق كل من يدافع
عن الإتحاد الوطني لطلبة المغرب و الذي انضم للوهلة الأولى للانتفاضة متبنيا بشعار
الشعب يريد إسقاط النظام ، رغم كل ذلك فإن الاهتداء بالبرنامج المرحلي جعل الحركة الطلابية
تختار طريق المواجهة من جديد و تتجاوز الطروحات المهادنة التي دعت لها مجموعة من الأطراف
( الماويين ، و التروتسكيين ، و الممانعين ، ....) و الذين قاموا بالتطبيع مع الفاشست
( ندوة 23 مارس أكادير 2012 )
إن استحضارنا لهذا النهج الدموي الذي تعامل به
النظام القائم مع الحركة الطلابية ولو بشكل موجز و مقتضب يأتي كضرورة يومية من أجل
المزيد من فضح وجه النظام الذي لطالما عمل ما في وسعه لتزيينه بالمساحيق من خلال رفعه
لدزينة من الشعارات الواهية ، طيلة مرحلة تجثيمه على صدر شعبنا الكادح مند 1956 إلى
يومنا هذا ( الإصلاح الإجتماعي ، السلم الأجتماعي ، الإجماع الوطني ، وجدة الجبهة الداخلية
، المسلسل الديمقراطي ، العهد الجديد ، التنمية المستدامة ، اللإنتقال الديمقراطي ،....)
، هاته الشعارات كلها تكسرت على صخرة نضالات شعبنا في البوادي كما في المدن في المعامل
كما في المزارع ، في الثانويات كما في الجامعات ، وما بقاء النهج الديمقراطي القاعدي
إلى يومنا هذا مند ظهوره 1979 لهو دليل ساطع على قوة شعبنا لايقهر من جهة وضعف و كرتونية
أقلية السماسرة و مصاصي الدماء من جهة أخرى ، ...
إن العرض الموجز لتدخل تجليات الحظر العملي خلال
المراحل الثلاث بداية الثمانينات ( الآواكس) بداية التسعينات (القوى الظلامية) و (
القوى الشوفينية الرجعية ) لا يعني البتة إغفالنا لحدة تدخل الأسطول القمعي للنظام
سنويا وبصورة دائمة بحيث تفنن الجهاز القمعي في قمع الحركة عبر الهجوم المباشر على
المعارك الأوطامية باستعمال مختلف التلاوين القمعية (بوليس سري ، علني ، قوات مساعدة
،الدرك الملكي ،...) و أحيانا يتم إستدعاء الجيش . هذا إضافة إلى طرد المناضلين الشرفاء
من الجامعة ، على العموم فليس هناك قنفد أملس ، فجميع القنافد تكسوها الأشواك ، وماعلينا
سوى أن حولها إلى قنافد ملساء و ذلك بالتجسيد الأمثل لمهام البرنامج المرحلي.
نداء : في الأخير أتوجه بالنداء إلى جميع الرفاق
و الرفيقات كي يقوموا بصياغة تقارير مفصلة تؤرخ للمعارك التي شاركوا فيها ، و القمع
الذي تعرضت له تلك المعارك ، وأن ينشروا تلك التقارير عبر الشبكات الاجتماعية ، الفايسبوك
أو تويتر ، وذلك من أجل المزيد من فضح و تعرية وجه هذا النظام القائم و كذا من أجل
المزيد من تنوير و إزالة الضبابية و إطلاع الجيل الجديد من مناضلي و مناضلات الحركة
الطلابية على تاريخ الحركة بما هو تاريخ مشرق و شريف لأبناء شعبنا كما هو تاريخ للعار
و الخزي للنظام و خدامه الرجعيين.
إن العالم يسير دائما إلى الأمام ، و لن يسير
أبدا في طريق الرجعية أبدا...
عاشت نضالات الحركة الطلابية
عاشت ا و ط م منظمة جماهيرية تقدمية ديموقراطية
مستقلة
عاش النهج الديموقراطي القاعدي رمزا للصمود و
التضحية
مناضل قاعدي مكناس