" قائد شيوعي، أممي، ثوري يستشهد تحت سياط الجلادين في المخفر السري السيء الذكر درب مولاي الشريف آخر ما نطق به [ أموت فداك يا وطني ]، كان ذلك يوم 14 نونبر 1974."
ولد الشهيد عبد اللطيف زروال بمدينة برشيد يوم 15 ماي 1951، أبوه عبد القادر بن الجيلالي بن علال بن قاسم وأمه فاطنة بنت محمد البصراوي. حصل على الشهادة الابتدائية بمدينة برشيد وهو في سن العاشرة، بعدها انتقل إلى الدار البيضاء لمتابعة دراسته بمعهد الأزهر، غير أنه انتقل إلى الرباط بمدرسة محمد الخامس بالقسم الداخلي حيث ظل يتابع دراسته إلى أن حصل على شهادة الباكالوريا وهو ابن سبعة عشر عاما.
والتحق بكلية الآداب بالرباط شعبة الفلسفة، حيث حصل على شهادة الإجازة في الفلسفة وبعدها التحق عبد اللطيف بالمدرسة العليا لتكوين الأساتذة ومنها تخرج أستاذا للفلسفة، خلال هذه السنوات الدراسية الجامعية تمكن زروال من تعميق معرفته ودراسته لمؤلفات ماركس، لينين، وكل التجارب الثورية، إلى جانب نضاله وقتاله المستميت من أجل مغرب حر وديمقراطي للكادحين.
وقوفا ضد القمع المسلط على الحركة الماركسية-اللينينية المغربية اضطر عبد اللطيف وهو قيادي وعضو الكتابة الوطنية لمنظمة " إلى الأمام " إلى الدخول في السرية منذ ماي 1972، وفي صيف 1972 وفي علاقة مع باقي أطر ومناضلي المنظمة بدأ زروال في تقييم سنتين من نضال منظمة "إلى الأمام"، وهو النقاش الذي استمر في إطار الكتابة الوطنية للمنظمة وتمخض عنه تقرير نونبر الذي خلص من بين ما خلص إليه إلى تشكيل أنوية الثوريين المحترفين لمواجهة القمع وتنظيم صفوف المناضلين وأداء المنظمة.
خلال هذه المدة بعث الشهيد برسالة إلى والده، من بين ما جاء فيها : " سلم على أمي وعلى أختي التي تركت عندها جنينا لست أدري هل وضعت أم لا ؟ أ هو ذكر أم انثى ؟ … اعذرني يا والدي العزيز لقد صنعتني ثوريا.
لقد كان بودي أن أعمل إلى جانبكم لأساعدكم على الرفع من مستوى عيش الأسرة، لكن يا أبي صنعتني ثوريا.
أنت الذي صنعتني ثائرا يا أبي … وضعية الفقراء في بلادي إني أرى الفقيرات من بنات وطني يتعيشن من شرفهن … وضعية بلادي لم تتركني أساعد الوالدين والأسرة والاخوة للرفع من مستواهم المعيشي، صنعتني ثائرا…"
عبد اللطيف، محمود أو رشيد (أسماؤه في السرية) أسماء لمناضل وقيادي ثوري، امتاز دائما بغبطته بالحياة، بالعزم والصرامة في النضال، بالانضباط الذاتي الذي أصبح عند زروال طبيعيا، كان مناضلا أماميا ويقول دائما : " إن مهمتنا هي الثورة في المغرب لكن دون عزل هذه المهمة عن الثورة العربية والثورة العالمية ".
أثناء البحث عن عبد اللطيف تـم اعتقال أبيه من طرف الشرطة السرية التي اقتادته معصوب العينين إلى المخفر الرهيب درب مولاي الشريف وكادوا يعتقلون والدته لولا إصابتها بمرض القلب، احتفظوا به إلى أن تـم اعتقال عبد اللطيف .
هددوه بقتل والده وعذبوه على مسمع من أبيه. في صباح اليوم الموالي رموا بأبيه في ضواحي الدارالبيضاء معصوب العينين.
استمر المجرمون القتلة في تعذيب عبد اللطيف إلى أن استشهد يوم 14 نونبر 1974 ونقل إلى مستشفى ابن سينا بالرباط وتحت اسم مستعار هو البقالي.