قبل إغتياله وعلى حسابه في الفيسبوك كتب الشهيد ناهض حتر:
( منذ طفولتي، لم أفرّق في الحب بين الأردن وسوريا؛ هما، عندي، كما كانا دائماً، بلد واحد. ومنذ وعيت، كانت دمشق هي جداري. مرت الحروب والهزائم من كامب ديفيد إلى أوسلو إلى وادي عربة، من احتلال بيروت إلى احتلال بغداد، من دون أن تمس اطمئناني. ما دامت سوريا باقية، فكل شيء قابل للتصحيح. لذلك، عندما أحاق الخطر بالبلد الحبيب، تملّكني هاجس النهاية. كان يجب أن تنتصر سوريا لكي يبقى للحياة والأفكار والنضال، معنىً، لكي نواصل القدرة على العشق والكتابة، لكي نسمع فيروز في الصباحات، ونعزق فتيت الخبز للعصافير، ونسقي الفل والياسمين، ونقرأ الشعر، ونحس لذّة اليانسون في كأس العَرق.
عشيّة النصر، أفكّر في كل تلك الليالي من أرق التوقعات التي توشك أن تنتهي. أفكّر في الشهداء والجرحى، وأخجل لأنني لست شهيداً. غير أن ما يعزّيني أنني أستطيع أن أردّد مع أمل دنقل:
فاشهدْ يا قلمْ
أننا لم ننمْ
أننا لم نضعْ
بين لا ونعم!)