Hamid Drimachos
شعبي العزيز، هذه المرة ليس تملقا أو خداعا
+++++++++++++++++++++++++
شعبي العزيز إن النظام القائم بالمغرب يريد
أن يمنع عنك الهواء الذي تستنشقه،..إنه و منذ تم تنصيبه غصبا عنك كان همه هو أن يحرس
مصلحة الأغراب عن بلدك..فأول ما قام به بعد أخرجت المستعمر مجبرا من الباب أدخله هو
من النافذة (السرجم) فأسس الجيش و أعدم أعضاء المقاومة وجيش التحرير و هم أجدادنا الأبطال
و الأفذاذ الذين نفتخر أن نكون أحفادهم، قمع ثوار الريف الأحمر، ليعلن عن عداءه لك،
إنه نظام تكونه بضع مئات من العائلات البرجوازية و الإقطاعية على رأسها عائلة محمد
السادس و التي تعتبرك شعبي العزيز عبدا أو قنا لها (خماسا) تقبل بما تجوده عليك من
فتات و عظام و بقايا الطعام و تغطيك بأفرشة رثة و تسكنك بيتا من طين لا يقيك لا من
برودة الطقس و لا من حرارة الصيف ككلب الحراسة، أنت الذي طردت الاستعمار و أخرجت الزرع
و أنبتت من الأرض ما لذ و طاب لها ، أنت الذي بنيت لها القصور و المعامل و صنعت لها
أجود السيارت أفخر الأثواب..
شعبي العزيز لا تنسى أبدا أرواح الشهداء
الطاهرة التي روت ربوع هذا الوطن، فهم سقطو وهم يعضون على القطاعات الحيوية من تعليم
و صحة و نقل وسكن و أعينهم كانت تنظر لحريتك و انعتاقك من براثين الظلمات و السجون
و القبور..
شعبي العزيز و الحبيب إن النظام القائم
(المخزن) أعلن عن نيته في الاستمرار في تجهيلك وإبقاء فهمك للعالم فهما مثاليا مقلوبا
منذ 1965 بقمعه الوحشي للإنتفاضة المجيدة بالدار البيضاء، زد على ذلك ما تعرض له أبناءك
القاعديين في الجامعات و المعطلين حاملي الشواهد من اغتيالات و تعذيب، و اعتقالات وتنكيل،
محاولا بذلك تنقية الطريق لسيطرته المقيتة، فطيلة تجثيمه فوق صدرك كان خدامه هو صياغة
و إعادة صياغة مخططات و مراسيم و قوانين تعليمية تروم إلى ضرب حقك المقدس في تعليم
أبناءك..فكل هم كلابه هو أن يبقى أبناءك تحت الحذاء، يؤمنون بالخرافات و الشعوذة ككذبة
ظهور محمد الخامس في القمر،...
شعبي العزيز إن ( الإنتخابات و البرلمان
و الحكومة و الملك و الوزراء و خطب المساجد و القناة الأولى و الثانية و ميدي1 و الراديو
و الصحف الورقية و الإلكترونية و حسابات البوليس الفايسبوكية و مثقفو البلاط و (الأمن
الوطني و القوات المساعدة و الدرك الملكي و الجيش ) و الأحزاب السياسية و العياشة و
البركاكة و المحاكم و...) كلها هاته الأشياء تعمل و تسهر بشكل يومي لا لكي تخدمك أنت
و لكن لتخدم أعداءك و أعداء الوطن، كي تجهلك و تجعلك نصيرا للإجماع على تعذيبك جسديا
و نفسيا ثم قتلك ببطئ و دفنك و إعادة إحياءك ثم دفنك كل يوم..
شعبي العزيز إن هؤلاء الحاكمين خونة للوطن
و الوطنية فهم من باع البلاد و العباد بأبخس الأثمان، فقد اعتبروا خيراتك من بحار ممدودة
و أكبر احتياطي عالمي من الفوسفاط و الخيرات المعدنية من ذهب و فضة و حديد و بترول،
و الأراضي المنبسطة و السهول و الغابات و الأنهار والهواء و الشمس ملكا لهم و لوحدهم،
إن شعار التنمية المستدامة الذي تقيحت مسامعنا
به هو فقط مجرد شعار لخداع الشعوب لأن منطق نمط الإنتاج الرأسمالي السائدة خيوطه في
العالم يتميز بالجشع الدائم في زيادة الأرباح الطائلة ما يجعل الموازين الإقتصادية
بين مالكي وسائل الإنتاج مختلفة على طول الخط فهو بذلك غير قابل لتنظيم الانتاج و بالتالي
فلا يمكن بأي حال من الأحوال تنظيم التفاعل وتحقيق التوازن بين المحاور الثلاث الكبرى
المكونة لما يسمى "التنمية المستدامة" وهي المحور البيئي و الإقتصادي و الإجتماعي
في إطار هذه التشكيلة الإجتماعية..
وفـي هـذا الصـدد، فـإنـنـا نـدعـو الغيورين
من المناضلين المخلصين إلى الانـخـراط الفـعـال، فـي التـعـريـف بـعـدالـة قـضـيـة
شعبنا والـدفـاع عنـهـا، فـي نـطـاق عمل مـحـكـمـ ومـتـكـامـلـ،
وكـيـفـمـا كـانـت الـعـراقـيـل الـعـابـرة،
فـإنـي أؤكـد، أنـنـا سـنـصـل إلى ما نصبو إليه، و إيجاد حل نهائي لـهـذا الـتناقض
الرئيسي بينك وبين هذا النظام العميل باعـتـبـاره أكبر عـوائـق المـشـروع الـثوري الكـبـيـر.
فـهـذا الحـل _في نظرنا هو الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية_ وحـده يـنـسـجـم مع
مـنـطـق الـتـاريـخ. كـما أنـه يـسـتـجـيـب لانـتـظـارات أجـيـالـنـا الصـاعـدة، المـتـطـلـعـة،
قـبـل كـل شـيء، إلى الاسـتـجـابـة لحـاجـيـاتـهـا المـلـمـوسـة، فـي التـنـمـيـة والمـشـاركـة
فـي تـدبـيـر الـشـأن الـعـام والـتـقـدم .
ومـهـمـا كـانـت التـطـورات والصـعـوبـات
الظـرفـيـة، فـإنـنـا سـنـواصـل بـنـاء الـمـغـرب الجـديـد، المنـبـثـق عـن المـسـيـرة
الحمراء الثورية و الوحـدويـة، بتـحـريـر الطـاقـات، وتـكـريـس الجـهـود لـكـسـب أوسع
الجماهير الكادحة، التـي ستقـودهـا بكـل عـزم وإيـمـان، فـي مخـتـلـف جهـات الوطن،
جنـوبـا وشمـالا، شـرقـا وغـربـا.
وإنـنـا لنـشيـد بالانـخـراط الواسـع لرفاقنا
الأوفـيـاء، بمختلف المواقع فـي المـعـركـة الحـقـيـقـيـة، مـعـركـة الحرية، الكرامة
و العيش الكريم، كـمـا نـعـرب عـن تـقديـرنـا لتـضحـيـات الشعـب المـغـربـي قـاطبـة،
مـن أجـل التـجسـيد الفـعـلـي لـروح الثورة الوطنـيـة الديمقراطية الشعبية ؛ مـؤكـديـن
عزمـنـا الـراسـخ عـلـى مواصلة طريق محمد بن عبد الكريم الخطابي، عبد اللطيف زروال،
سعيدة لمنبهي...من أجل مغرب حضاري متقدم و مزدهر وقوي...
وإن تشبـثـنـا بهـذا النـهـج
الثوري، الكفـيـل بـرفـع كـل التـحـديـات، ليـتـطلـب منـا مـواصـلـة تـجـسـيـد روح
الـمسـيـرة الـحمراء، مستحـضـريـن فـي هـذه الأجـواء النضالية، قيـم الإخـاء والتضامن
، والـتـحـلـي بـالـرزانـة والـحـكـمـة، والـصمود في وجه الأعداء، متذكرين لقولة الشهيد
ارنستو تشي غيفارا " لا يهمني متى و أين سأموت و لكن ما يهمني هو أن يبقى الثوار
قائمين فوق الأرض يملؤون الدنيا ضجيجا حتى لا ينام هذا العالم بثقله فوق أجساد الفقراء
و المحرومين