ضد الوهم (أمل ) ...، كل الأمل في شعبنا
ضد الوهم (أمل ) ...، كل الأمل في شعبنا .
" تزييف الماركسية بصورة انعم فانعم ،تزوير المذاهب المعادية للماركسية وإظهارها بمظهر الماركسية ،بصورة انعم فانعم ،هذا ما تتميز به التحريفية المعاصرة في الاقتصاد السياسي وفي مسائل التكتيك ،وفي الفلسفة على العموم ،سواء في علم العرفان او في علم الاجتماعي " لينين ،المادية والمذهب النقدي التجريبي.
عوضا عن المقدمة : كل ما سيكتب نتحمل فيه كامل المسؤولية و نقصد فيه الأشخاص كما المجموعات و لا يهمنا في ذلك رضا أو عدم رضا أيا كان فما سنكتب هو ليس من صنع الخيال بل هو حقائق تفقأ الأعين .
ونحن على أبواب تخليد ذكرى حركة 20 فبراير المجيدة و على بعد أيام فقط ، وفي ظل الأزمة الخانقة التي يعشها النظام القائم جراء تنامي النضالات و الاحتجاجات الجماهيرية المنظمة منها و غير المنظمة على السياسات الطبقية في كل المجالات من عيش ، صحة ، تعليم ، و أمام تنامي السخط الشعبي ضد القمع و الاعتقالات الذي دأب النظام القائم في استعماله و بشكل أكثر تصعيدا اليوم في حق كل الحركات المناضلة ( الحركة الطلابية ، حركة المعطلين و حاملي الشواهد العليا ، نضالات الأساتذة المتدربين ، نضالات الأطباء و الممرضين ، نضالات الجماهير الشعبية ضد التفقير الممنهج ،...) ، يسارع النظام الخطى لخلق إجماع من المنبطحين و الانتهازيين و الوصوليين لضرب و خنق أي تحرك نضالي قد يتزامن و تخليد ذكرى حركة 20 فبراير بما تعنيه من رمزية الشهداء و المعتقلين السياسيين و ما يمكن أن تطرحه من تساؤلات حول معركة الجماهير الشعبية من أجل التحرر و الكرامة و العدالة الاجتماعية خصوصا وأن للذكرى رمزية في نفوس و عزائم المناضلين الأحرار و كافة الجماهير الشعبية ، لذلك نرى أن من بين الأهداف من وراء هذا التحرك هو قتل هذا الأمل من خلال جمع أكبر عدد من المستعدين للبيع و السمسرة لضرب أي تحرك نضالي و استباق أي فعل من خلال صناعة هياكل موازية لتصريف خطابات وشعارات النظام و الدعاية لها و لكسر الأمل في نفوس المناضلين من خلال رؤية البيع و السمسرة في عيون هؤلاء .
* حول سياق ودواعي تأسيس ما سمي " حركة أمل " :
نعتقد جازمين أن ما جمع هؤلاء القوم تحت سقف قاعة بالرباط لم و لن يكون وليد صدف الحلم بالتغيير و التفكير بجدية فيه ، بقدر ما تحركهم الأيادي التي تسوق الصراع و لها مصلحة في تأسيس هذا النوع من الجمعيات ، ودون أدني عناء ومن دون أن يكون المرء كبير الإطلاع على الصراع الطبقي في المغرب و حيثياته حتى يكتشف خبث ومكر المبادرة و المبادرين لها ، فإذا كان النظام القائم له باع طويل في صناعة الأحزاب السياسية ، و النموذج الواضح و الأخير كيف تحولت " حركة لكل الديمقراطيين " إلى حزب الأصالة والمعاصرة و كيف صنعت جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية (فديك ) في فترة تاريخية سابقة لخدمة مخططات النظام القائم تقول الكلمة التوجيهية لهذه الحركة (مشروع حركة أمل هو جزء من الإجابات الممكنة اليوم التي من خلالها نستطيع خلق الجسر الممكن بين الحركة الاجتماعية و المشهد السياسي من اجل ضمان مشاركة كل الديمقراطيين و الديمقراطيات قي بناء مغرب الديمقراطية و الحرية و العدالة الاجتماعية )، لذلك نعتبر أن هذا العمل يأتي في إطار التحضير لتشكيل جبهة جديدة للدفاع عن النظام القائم وتجميع اكبر عدد من "أشباه المثقفين " حول الشرعية - إليكم ما جاء في الكلمة التوجيهية للقاء التحضيري لهذه الحركة :(إن هاته المبادرة ليست نموذجا للانتظام الحزبي أو الجمعوي الضيق. بل تطمح ان تقدم نموذجا مغايرا في الممارسة الاجتماعية ذات الأفق السياسي القادرة على تامين واحتضان مجموع المبادرات المجتمعية و الحركات الاحتجاجية السلمية و الانتظامات التي بدا مجتمعنا يفرزها ) - وذلك لمواجهة التحديات التي تواجه النظام و تهدد (استقراره طبعا ")، فتحت مبررات ( تجميع المناضلين اليساريين ، وخلق بدائل سياسية وجمعوية قادرة على تجميع مختلف المناضلين ، توحيد جميع الديمقراطيين وغيرها من الشعارات ) ، يسارع عدد من الانتهازيين و الوصوليين لجمع اكبر عدد من " الواهمين " بالتغيير ، حتى يقدموهم على طبق من ذهب لممثلي النظام ، ليكونوا رقم قد يلعب أي دور في المستقبل يتم التخطيط له قبلا . تقول الكلمة التوجيهية للحركة :( في المقابل يعيش المشهد السياسي حالة اختناق خطير ناجم عن سيادة أجواء انعدام الثقة في الفاعلين الأساسيين و تمييع الفعل السياسي بعد سنوات من تجريمه الشيء الذي افرز اغلبية مجتمعية صامتة او غير منخرطة وفي احسن الاحوال منتجة لمواقف المقاطعة بدون اي تاثير يذكر في موازين القوى القائمة ).
بعد سنوات من تجميع المستعدين لبيع تضحيات الإعتقال ، و الذين فضلوا المساومة و الارتداد و الخيانة على الصمود و الاستمرارية .استطاع النظام أن يجمع حوله عدد كبير من هؤلاء في ما سمي ( تجربة الإنصاف و المصالحة ، المجلس الوطني لحقوق الإنسان ، جبر الضرر الفردي والجماعي ) ، و انبرى لهذه المهمة جزء كبير من مهندسي النظام في حزب الأصالة و المعاصرة اليوم قبل أن يظهروا للعلن ، وكان النصيب الأكبر من هذه الكعكة لهم ، وما تبقى للموالين و الانتهازيين الذين فضلوا بيع الماضي بدراهم الحاضر . و استمر الحال سنوات من 1994 إلى حدود 2002 ،حيث اطمأن النظام على انتقال العرش و على أن هؤلاء(( المعارضين )) أصبحوا أشد المدافعين عن سياساته في جميع الميادين ، واليوم و بعد ما أصبح الفرز الطبقي سافرا و واضحا ،و بعد ما خلقت حركة 20 فبراير موازين قوى لصالح الجماهير الشعبية و مناضليها الأوفياء ، و ما تراكمه الحركة الطلابية منذ سنوات من التكوين و النضال ، وأمام رفض العديد من المناضلين التخلي عن المهمة الحقيقة في التغيير الجذري ، يعيد النظام المحاولة من جديد تحت مسميات و بأساليب و أشكال جديدة ، لاحتواء أي نهوض جماهيري و لتكسير أي تقدم ممكن .
* من يكون هؤلاء ولماذا ننتقدهم ؟
تتشكل هذه الحركة ويقف من وراء تأسيسها أربعة مجموعات كبرى ، لكل واحدة منها مواصفات و مرجعيات و أهداف مختلفة لكنها تلتقي موضوعيا فيما اشرنا إليه سابقا ومن بين أبرز هؤلاء :
_ مجموعة من المنتمين سابقا للكلمة الممانعة : يعتبر هؤلاء من المهندسين الحقيقيين لهذه الفكرة إلى جانب مجموعة من الأطراف المقربة من النظام القائم ولهم علاقة مباشرة بالمنتمين لحزب الأصالة والمعاصرة خصوصا مصطفى المريزق كان ضمن هذه التجربة بفاس بداية التسعينيات من القرن الماضي وهو اليوم عضو المكتب السياسي لهذا الحزب ، وجل هؤلاء يشغل مناصب سياسية في أجهزة النظام أو يحمل صفة حزب سياسي ومن هذه الأمثلة مثال سعيد عبو( معتقل سابق عن وجهة نظر الكلمة الممانعة بظهر المهراز ) ، عبد الرحيم شهيد ( عضو في المجلس الوطني لحقوق الإنسان , منتمي في وقت سابق للكلمة الممانعة ،رئيس المجلس الإقليمي زاكورة مرشح باسم الإتحاد الاشتراكي ) .
_ مجموعة من المنتمين لأحزاب ( اليسار الاشتراكي الموحد ، النهج الديمقراطي ) : هؤلاء تجمعهم إما علاقات عائلية مع مهندسي التجربة أو باحثين عن الانتماء إلى الجمعيات المماثلة ، وهنا يمكن التمييز بين عدد من أتباع اليسار الاشتراكي الموحد الذي غالبا ما ينجر وراء أي مصالح أو ربح شخصي خصوصا في ضل الانتقادات المتكررة للقيادة داخل الاشتراكي الموحد وبين من يبحث لنفسه عن مواقع داخل أجهزة النظام ومستعد لتقديم المزيد والمزيد من التنازلات ، أما فيما يخص المنتمين للنهج الديمقراطي فيفسر حضورهم بعدد من أعضائهم بكون الحزب لا يفوت أي فرصة للانخراط في أي عمل شرعي يمكن أن يقربه من النظام و إصراره على التتبع و الحضور داخل هذا الجديد على الرغم من مضمونه و أهدافه .
_ مجموعة من المنتمين لحركة 20 فبراير : جل هؤلاء من تجربة حركة 20 فبراير الدار البيضاء وهؤلاء جزء من المدبرين و المتحمسين للفكرة و الواقفين على نجاحها , وتأكيدا للعلاقات المشبوهة التي أصبح ينسجها جزء منهم مع المدبرين لهذه الحركة أو من أعضاء داخل الأصالة و المعاصرة بشكل مباشر ، وحضورهم يؤكد المسار الذي بدؤه منذ مدة في العلاقات المشبوهة بمجموعة من اللجان و الحركات داخل الحركة الجماهيرية .
_ مجموعة من الفنانين و الصحافيين : وهذه فئة قليلة حضرت إما بدعوات من المنظمين أو لفضول شخصي من أشباه المثقفين ، وحضور هذا النوع من الناس فيه دعاية لطبيعة الحركة بأنها منفتحة ولا تعبر عن أي وجهة نظر سياسية، و توسيع لقاعدة المنتمين لها مستقبلا لما لهذه الشخصيات من تأثير إعلامي في الشارع.
كل هؤلاء متفقون على أن يقولوا للجماهير أن ما هم بصدد التحضير له هو جزء من الحل السحري الذي يقترحونه للخروج من الأزمة ، ومبادرة مهمة في سبيل توحيد الطاقات المناضلة لها غايات و أهداف نبيلة ، لكنهم في نفس الوقت يعرفون أتم المعرفة أن هذا الكذب و البهتان لا يمكن أن يصدقه عاقل ، وأن ما يحركهم هو السباق نحو المواقع و تسلق الدرجات نحو ضمان أماكن أمنة إلى جانب كل المنبطحين من خدام النظام القائم و الملتفين حوله ، و سيعرف حتى من لازال لم يسمع بأحزاب ، منظمات وجمعيات النظام القائم أن هذا المولود الجديد جزء من الضيعة الخلفية لتربية وتدجين كل الانتهازيين و الوصوليين .
* لحظة انعطاف أم مسار من التحول ؟
غالبا ما يفسر كثير من الرفاق مشاركة مجموعة من المناضلين داخل الحركة الجماهيرية في تأسيس و التحضير لمولود :كحركة أمل على أنه منعطف خطير و تغير مفاجئ في السلوك السياسي لهؤلاء المناضلين و أنه وليد اللحظة التاريخية ذاتها و لا علاقة له بالأحداث و المحطات السياسية و العملية السابقة و يعلمنا الجدل كيف أن ظاهرة كيف ما كانت يجب أن تدرس في حركتها وليس في سكونها حتى تكون لنا دراية صحيحة بمحتواها و ما تختزنه من تناقضات .
"ليس هناك من أمر نهائي مطلق مقدس أمام الفلسفة الديالكتيكية فهي ترى كل شيء وفي كل شيء خاتم الهلاك المحتوم، وليس ثمة شيء قادر على الصمود في وجهها غير الحركة التي لا تنقطع، حركة الصيرورة والفناء، حركة التصاعد أبدا دون توقف من الأدنى إلى الأعلى. وهذه الفلسفة نفسها ليست إلا مجرد انعكاس هذه الحركة في الدماغ المفكر".لودفيغ فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية" لفردريك انجلز.
إن ما يهمنا بالأساس هو هذا المسار من التحول من مواقع الدفاع عن الجماهير الشعبية إلى مواقع الدفاع عن التحالف الطبقي المسيطر خصوصا من أعضاء فاعلين داخل حركة 20 فبراير أو من مجموعة من الذين يدعون الانتماء إلى الحركة الماركسية اللينينية المغربية ، فالمتتبع لمسار هؤلاء سيدرك أن ظهورهم اليوم براية الدفاع عن تأسيس حركة تحت مسمى "أمل " هو تتويج لمختلف المحطات السابقة من التراجع و الخيانة عن سبق الإصرار و الترصد طبعا ، وسنقدم للرفاق و المناضلين مختلف هذه المحطات حتى يعرفوا ان هؤلاء كانوا على علم بالطريق الذي اختاروه و منذ مدة ، ولكنهم كانوا يتسترون تحت معارك الحركة الجماهيرية ليخفوا أهدافهم الحقيقية :
المهمة الأولى : استقبل هؤلاء على هامش حركة 20 فبراير ، إبان الانتفاضة المبعوث الأممي الخاص بحقوق الإنسان بمدينة الدار البيضاء ، حيث توثق مجموعة من الصور موجودة بالانترنيت هذا اللقاء .( لا يمكن لهؤلاء أن يجلسوا مع هذا المبعوث الأممي إلا إذا دبر اللقاء جنود الخفاء من خدام النظام القائم ).
المهمة الثانية : حضور هؤلاء للمنتدى العالمي في تونس ، وهو ما يؤكد أن أغلب هؤلاء يتلقى تمويلا عن سفرياته و تحركاته داخل المغرب ، فكيف يعقل أن يجد من لا يملك حتى ثمن قهوة سوداء في مقهى بالدار البيضاء أن يسافر على حسابه الخاص لحضور المنتدى العالمي بتونس ( السفر كان على حساب جهات معلومة ، وعلى نفقتها ).
المهمة الثالثة : اللعب على أدوار خبيثة في قضية الشهيد مصطفى المزياني و الدخول على الخط من خلال الدعم المادي وبسخاء لكسب ود و تعاطف رفاق الشهيد (طبع اللفتات ، تنظيم الذكرى ، الأمسيات الفنية ،...).ونسجل هنا كيف زار المريزق مصطفى بيت عائلة الشهيد مصطفى المزياني في الأيام الأولى لإستشهاده ومن سهل ومن ساهم في ذلك ؟؟؟.
المهمة الرابعة : المساهمة إلى جانب مجموعة من المنتمين للأصالة والمعاصرة في تأسيس اللجنة الوطنية للمطالبة بإطلاق سراح طلبة فاس ضحايا مؤامرة 24 ابريل 2014
والمتتبع للحركة الطلابية يعرف كيف أن هذه اللجنة تأسست بناءا على توصيات الندوة التي عقدتها مؤسسة آيت الجيد بنعيسى للحياة ومناهضة العنف تحت عنوان :" العنف الديني القاتل" هذه المؤسسة التي تأسست من مناضلين سابقين لتجربة الكلمة الممانعة في الجامعة و الذين هم اليوم داخل هياكل حزب الأصالة والمعاصرة ،هذه الندوة حضرتها عائلة المعتقل غلوض محمد و المعتقل السياسي عمر الطيبي( محمد غلوض حضر في وقت سابق في لقاء الدار البيضاء مع المبعوث الأممي كما قلنا في المهمة الأولى "لهؤلاء" وبعث برسالة من السجن أقل ما يقال عنها أنها تنكر للانتماء السياسي وقد خلقت نقاش واسع في صفوف المنتمين لهذه التجربة بين تيار البديل الجذري و الطلبة داخل الجامعة ، انظر بهذا الصدد مقال محامي المعتقلين السياسيين بفاس عبد العزيز الغازي / الفطواكي " حين تسند للذئب حراسة الأغنام بالحوار المتمدن "
أو بعض المقالات من موقع تيار البديل الجذري وبيان المعتقلين السياسيين بفاس وموقفهم من اللجنة ).
المهمة الخامسة : استباق الزمن للقيام بأيام ثقافية ( تخليذ ذكرى استشهاد الرفيقة سعيدة المنبهي ) داخل الجامعة و توفير المال و المعدات ( الأسبوع الثقافي بفاس و مراكش ) و الدعاية الإعلامية لهما من خلال استدعاء عبد العزيز المنبهي و الممثل السحيمي كلها حركات للاستعداد لإعلان الميلاد كما جرت العادة .
خلاصة : يقول المثل الشعبي "كل الطرق تؤدي إلى روما " ، ونقولها هنا كل طرق الخيانة و الانبطاح تحت مبررات الممارسة العملية و التجذر وسط الحركة الجماهير ، تؤدي إلى معانقة النظام القائم و الدعاية لمشاريعه السياسية الباهتة و المفضوحة ، لذلك رجاؤنا أن تتركوا الماركسية و شعارات الماركسية و أن لا تلطخوا كلمة الحرية .
موحا الزياني 15 فبراير 2016.