موحا الزياني
عبثا تحاولين أن تكبري و تكبر قامتك فليس الكبر بالقامات
و ليس الصغر بها .
إن المناضلين الحقيقيين لا يقاسون بطول القامات و لا بصغرها
و لا بالعضلات المفتولة و الأجسام النحيفة ,بل إن من ثقافة الرفاق أن يضعوا ثقتهم
في المناضلين المبدئيين و المخلصين حتى و لو كانوا ضعيفي البنية و قصيري القامة ,
ويكرهون أشد الكره الخيانة و الخونة حتى ولو بلغت قاماتهم و جثثهم ما لا يقاس , و
لا يعجبون و لا يحبون الظهور ( المجاني ) حتى لو كان من باب البراءة , فالخيانة و
الردة تبقى كذلك خيانة , يقول الرفيق لينين " إن أخطر الانتهازيات هي الانتهازية
الشريفة " فليس كل ما يلمع ذهب . فالتاريخ يعلمنا كيف كان بعض الانتهازيين
يلتصقون بالحركة الثورية و ينسبون أنفسهم لهذه التجربة لتبرير كل مسارهم الحافل
بالخيانات و المساومات و الردة , إن إدعاء الانتماء لتجربة معينة ليس مبررا كافيا لامتلاك
الحق في الكلام باسمها, ولنا في التاريخ الثوري عبر كثيرة كيف تحول بعض الاشتراكيين
إبان الحرب العالمية الأولى إلى مدافعين عن الأوطان ضد الدفاع عن الشعارات الأممية
و تحولوا من مناضلين أمميين يدافعون عن الثورة البرولتارية إلى إشتراكيين شوفينين
, وكيف تحول عدد من المناضلين في المنظمات وفي حزب العمال الاشتراكي
الديمقراطي الروسي بعد إخفاق ثورة 1905
إلى أنصار لمذهب الماخية و مدافعين عن فلسفة ماخ و أفيناريوس ( المذهب النقدي
التجريبي )و مدعين بأن الماركسية أصبحت متجاوزة ناكرين بذلك المادية ومدعين بتطوير
الماركسية , إن تجربة الطلبة القاعدين اكبر من أن تقدس و تعبد ولم يثبت أن قال أحد
منهم ذلك و لكن ليست مبتذلة وصغيرة إلى هذا الحد الذي يجعل من قصيري القامة (
النضالية و المبدئية ) أن يتطاولوا عليها بالتجريح و التقريع ( الكلاكلية )و
التسفيه (لجنة اليقظة ,....و الحب ) الذي تقشعر له الأبدان , إن الإنتقال لموقع
العدو ليس مسألة غريبة و فريدة و لكن ما هو غريب ان يتم تمرير السم في العسل أن
يكون الهجوم من أشخاص و أناس للقاعدين الفضل في فتح عيونهم و تنويرهم و إلا لكانوا
اليوم بين الظلام أو تحت جناح النظام لا يعرفون حتى الكلام , فقد تعود القاعديين من النظام القائم و كل
الذين يدورون في فلكه أن يكيلوا التهم و الافتراءات و الإدعاءات لنيل من تجربة
عصية على المحو و التزوير ليس لأن لها وصل إيداع قانوني و ليس لأن لها إعتراف شرعي
بل لشرعيتها النضالية و الميدانية داخل حقل من حقول الصراع الطبقي يلجه أكبر من
نصف الشعب المغربي و واجهة أساسية و مهمة في تكوين الطاقات و المناضلين , فالحرية
في التعبير و النضال تعنينا كما تعنينا الحرية السياسية و النقابية , ولكن إن حرية
التعبير و قياس مدى تحقيقها تتجلى في فضح النظام القائم في تعرية طبيعته بما هو
نظام لا وطني لا ديمقراطي لا شعبي , فهل
لديكم و لديكن الجرأة لقول الصدق و قول
الحقيقة كاملة وهل تمتلكن هذه الجرأة في النضال على قضايا شعبنا و ليس الهروب منها
والانتقال لمواقع البرجوازية الصغيرة , فمن ألف المقاهي و السفريات و النوم لا
يمكن أن يعرف من أين يتعرق العمال هل من أفواههم أم من أشياء أخرى؟؟ و من يعتبر
النضال داخل الجامعة مراهقة سياسية لا يحق له الكلام عن تجربة سياسية و نضالية و
تنظيمية " تجربة الطلبة القاعديين " و التي يكون عمرها اليوم أكثر من 35
سنة , فهل تستمر تجربة سياسية إذا كانت شبيهة و سفيهة إلى هذا الحد الذي تصورها
لنا بها هذه المناضلة من طراز النبهاء و العقلاء الذين يتهكمون من تصرفات الصبى و
عدم النضج .
من ناحية ثانية فالكتابة كما النضال مسألة معنية بالصراع
الذي يجري في المجتمع بين العمال و كل المقهورين و بين التحالف الطبقي المسيطر ,
وفي هذا فالمحرك في كتابة من هذا النوع هو
تحول صاحبته من موقع إلى أخر أي الانتقال إلى الاشتغال ضمن( الشرعية ) و تحت راية
حزب إصلاحي بل إنها أصبحت كاتبته المحلية
, وتقتضي مسألة الانتقال هذه أن يتم التخلص من كل مخلفات الماضي و إعلان البراءة ,
فهذه مسألة جرت بها العادة عند كل الخونة ( بن زكري , حرزني ,....), فقد رأينا كيف
انبرى مصطفى المريزق للدفاع عن القاعديين و هو الذي يطبل و يزمر لحزب النظام ,
وصال و جال في تزوير التاريخ و الحقيقة , فليس بعدد سنوات السجن و لا بالسنوات
التي يقضيها المرتدين إلى جانب المناضلين تقاس المبدئية و الصدق النضالي فكيف بمن
لا تاريخ و لا حاضر له , فلكل كتابة هدف و كل هدف يرتبط بمصلحة طبقية , فليست
القصة و لا الرواية و لا المسرح و اليوميات كتابة مجردة من أي هدف أو مضمون يسعى
صاحبه لإيصاله للمتلقي , ومن يقول بذلك لا يمكن أن يكون إلا أحمق , فالإيمان بهذه الحقيقة كالإيمان
بحرية التعبير و إبداء الرأي , لذلك نرى أن المحرك في كتابة هذه اليوميات كان قبل
كل شيء هو الهجوم البرجوازي الصغير على هذه التجربة العصية على الهضم التي تقض
مضجع الإصلاحيين أينما حلو و ارتحلوا , فهذه اليوميات تكتب اليوم باسم حزب إصلاحي
لذلك فهي ليست بريئة و لا عرضية بل تهدف صاحبتها و الذين يقفون من ورائها إلى
القول بأن النضال داخل الجامعة وفي تجربة الطلبة القاعديين بالضبط لا يمكن إلا ان
ينتج أناسا من طينتهم مهما حاول و مهما على سقفه و في أحسن الأحوال فهو نضال لفترة
المراهقة و أن النضال الصحيح و الجدي و الناضج هو الذي يقومون به , في الختام نقول
لمثل هؤلاء أن للمرء كل الحق في كتابة أي شيء و تفهم على أنها حرية التعبير لكن
رجاء حاولوا أن تكونوا واضحين أن تكونوا صادقين أن تسمو الأشياء بمسمياتها أن لا تتلبسوا
الماركسية أن لا تتجلببوا بجلباب القاعديين و القاعديات وأن تكتبوا هذه الأشياء
بعناوينكم( السياسية ) الحقيقة , لأننا كذلك وكغيورين لنا الحق في فضح كل
المتكالبين و الخونة و المرتدين ولا نجد غير ما قاله الرفيق لينين في ما العمل
كأحسن خاتمة : " نحن نسير جماعة متراصة في طريق وعر و
صعب، متكاتفين بقوة. ومن جميع الجهات يطوقنا الأعداء، وينبغي لنا أن نسير على الدوام
تقريبا ونحن عرضة لنيرانهم. لقد اتحدنا بملء إرادتنا، اتحدنا بغية مقارعة الأعداء بالذات،
لا للوقوع في المستنقع المجاور الذي لامنا سكانه منذ البدء لأننا اتحدنا في جماعة على
حدة وفضلنا طريق النضال على طريق المهادنة. وإذا بعض منا يأخذ بالصياح: هلموا إلى هذا
المستنقع! وعندما يقال لهم: ألا تخجلون، يعترضون قائلين: ما أجهلكم يا هؤلاء! ألا تستحون
أن تنكروا علينا حرية دعوتكم إلى الطريق الأحسن!
- صحيح، صحيح أيها السادة! إنكم أحرار لا في
أن تدعوا وحسب، بل أيضا في الذهاب إلى المكان الذي يطيب لكم، إلى المستنقع إن شئتم؛
ونحن نرى أن مكانكم أنتم هو المستنقع بالذات، ونحن على استعداد للمساعدة بقدر الطاقة
على انتقالكم أنتم إليه. ولكن رجاءنا أن تتركوا أيدينا، أن لا تتعلقوا بأذيالنا، أن
لا تلطخوا كلمة الحرية العظمى، ذلك لأننا نحن أيضا "أحرار" في السير إلى
حيث نريد، أحرار في النضال لا ضد المستنقع وحسب بل أيضا ضد الذين يعرجون عليه!"