تقرير حول معركة الجماهير الطلابية بكلية الاداب:
بعيدا عن التشويه والتزييف، الحقيقة للتاريخ والجماهير التي تصنعه بتضحياتها
وبشهدائها ومعتقليها، أما الجبناء والأقلام المأجورة وكهنة معبد النظام وحراسه، فمهنتهم
هي تزوير التاريخ و تضليل الشعوب و مغالطة الرأي العام من خلال التبشير بزمن الديمقراطية
والسلم الاجتماعي وحقوق الإنسان المزعومة، والتغطية عن الجرائم التي ترتكب في حق المسحوقين
من أبناء شعبنا البطل.
تقرير حول معركة الجماهير الطلابية بكلية الاداب:
تعيش الحركة الحركة الطلابية هذه السنة 2014_2015 على واقع هجوم شرس ومكثف
للنظام القائم بطبيعته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية على المكتسبات التاريخية
للجماهير الطلابية، فمع وصول "المخطط الاستعجالي" إلى نهايته الحتمية وهي
الفشل الذريع، وذلك باعتراف النظام وأذياله وإعداده لطبخته الجديدة المسماة بالمخطط
الرباعي او الاستراتيجي و الذي يستهدف بدوره و كباقي المخططات الطبقية الاجهاز على
ما تبقى من مكتسبات أبناء الشعب المغربي في حقل التعليم وتفريش الأرضية لخوصصته. وعلى
غرار باقي المواقع الجامعية عرفت موقع مكناس منذ بداية هذا الموسم هجوما شرسا تعددت
أشكاله وآلياته بهدف المزيد من تكثيف الحظر العملي على الإتحاد الوطني لطلبة المغرب
بقيادته العلمية والعملية النهج الديمقراطي القاعدي والهجوم على المكتسبات التاريخية
للجماهير الطلابية . وفي هذا السياق تعيش الجماهير الطلابية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية
على واقع العديد من الإشكالات وعلى كافة المستويات البيداغوجية والمادية ( الزحف على
المنح، عدم الاستفادة من السكن الجامعي ، النقطة الاقصائية، النقطة الموجبة للرسوب….)
. أمام هذا الواقع خاضت الجماهير الطلابية بمعية مناضليها الشرفاء منذ بداية هذا الموسم
أشكالا نضالية راقية ( حلقيات تعبوية، دردشات، مسيرات..) تستهدف شرح خلفيات هذا المخطط
الطبقي، والمراكمة للتعاطي الجدي والمسؤول مع هذه الاستهدافات التي تطال الحركة الطلابية
بشكل عام، هذه الصيرورة التي ستتوج على مستوى هذا الفصل بعقد حلقية تقريرية يوم الخميس
26 مارس تم خلالها صياغة ملف مطلبي شامل للكلية في شقه المادي والبيداغوجي والديمقراطي
وفرز الخطوات العلمية والعملية المنسجمة ومستوى التطور الكمي والنوعي للحركة الطلابية
بالموقع والمعركة النضالية، على إثر ذلك جسدت الجماهير الطلابية ابتداء من يومه: الجمعة
27 مارس المقاطعة الجزئية للدروس مرفقة بتظاهرات داخل الكلية وخارجها وخوض اعتصام مفتوح.
وأمام استمرار الإدارة ممثلة النظام القائم في نهج سياسة التماطل والآذان الصماء ستقدم
الجماهير الطلابية على ضرب موعد لحلقية تقريرية من أجل التصعيد في خطواتها النضالية
يوم الخميس 16 أبريل، هذه الحلقية التي عرفت تعاطيا جماهيريا كبيرا لطلاب وطالبات الكلية،
وخلصت إلى تصعيد الخطوات النضالية عبر خوض إضرابات عن الطعام، ومقاطعة المقصف، وخوض
مسيرات داخل وخارج الكلية مع استمرار مقاطعة الدروس، كما تجدر الإشارة إلى التطويق
اليومي الذي تفرضه أجهزة القمع العلنية و السرية، ومحاولة القوى الظلامية (شبيبة حزب
النذالة والتعمية) التشويش على المعركة أكثر من مرة والتي كان آخرها استقدام احد المجرمين
المتورطين في اغتيال الشهيد ايت الجيد بنعيسى للقيام بمهرجان خطابي بكلية الآداب لكن
عزيمة الجماهير وصمودها سيجعل هذه العناصر تنسحب وتلغي هذه المؤامرة ، محصنة بذلك أشكالها
النضالية، وفي ذات سياق وعلى مستوى يوم الجمعة 17 أبريل ستقدم الإدارة ممثلة النظام
القائم على إصدار بلاغ محمل بلغة التهديد والوعيد والذي سترد عليه الجماهير الطلابية
بمظاهرة حاشدة تنديدا بمثل هذه الممارسات وتأكيدا على استمرارها وصمودها في معركتها
البطولية حتى تحقيق كافة مطالبها العادلة والمشروعة. وتجسيدا لخلاصات الحلقية التقريرية
ستخوض الجماهير الطلابية بمعية مناضليها الشرفاء إضرابات عن الطعام بشكل يومي تراوحت
مدتها بين 48 ساعة و 72 ساعة تعرض خلالها عشرات الطلاب والطالبات إلى الإغماء بشكل
يومي في غياب أي اهتمام أو مراعاة لأوضاعهم الصحية المتدهورة، واضطر الطلاب في الكثير
من الأحيان إلى حمل رفاقهم للمستشفى في غياب سيارة الاسعاف و إغلاق قاعة التمريض الموجودة
بالكلية، هذا الواقع المزري سيزيد من احتقان الوضع من داخل الكلية وسخط الجماهير الطلابية
على الإدارة ممثلة النظام القائم، كما سيزداد الوضع احتقان بالموزاة مع تنظيم ماي سمى
بالمعرض الدولي للفلاحة حيث ستشتد وثيرة العسكرة والتطويق القمعي لمداخل ومخارج الكلية
و الأحياء المجاورة التي رابطت فيها عشرات الحافلات المحملة بأجهزة القمع السرية والعلنية،
أمام واقع الحصار والترهيب هذا كان رد الجماهير الطلابية واضحا وذلك بالتصعيد من وثيرة
الاحتجاجات حيث خرجت بمسيرات حاشدة خارج أسوار الجامعة قوبلت بالحصار والتهديد من طرف
أجهزة القمع، وكما هو معهود على هذا النظام العميل الذي يتفنن في إبداع كل الطرق والأساليب
القذرة لقمع كل حركة احتجاجية مناهضة لسياسته الطبقية و الإجرامية في حق الجماهير الشعبية،
إلا أنه عجز عن كبح نضالات الجماهير الطلابية وثنيها عن مواصلة معركتها البطولية، بالرغم
من تسخيره لكل حلفائه من قوى ظلامية وشوفينية رجعية و بعض الشراذم المحسوبة على بعض
الأحزاب الرجعية المفلسة وحتى الاصلاحية المتخاذلة التي ضلت تقف موقف المتفرج أمام
عجزها عن مواكبة الصراع وتطوراته، وكذلك عجزه عن اقتحام الحرم الجامعي وتدنيسه أمام
صمود وقتالية الجماهير الطلابية وتحصينها لحرمة الجامعة، مما فرض عليه اللجوء إلى أسلوب
آخر تجلى في مطاردة المناضلين والمناضلات بعد خروجهم من الكلية واقتحم منازلهم حيث
سيقدم على مستوى يوم الجمعة 1 ماي على اقتحام مجموعة من المنازل بكل من حي النعيم وحي
بوزكري القريب من الجامعة واختطاف 8 مناضلين من الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و النهج
الديمقراطي القاعدي ليتم اقتيادهم إلى مخافر القمع وليبدأ مسلسل الاستنطاق والتعذيب
النفسي والجسدي لمدة 3 أيام وليتم تقديمهم أمام أنظار "وكيل الكمبراودر".
والجدير بالذكر طبعا أن 6 من هؤلاء المناضلين لا زالوا يتابعون في حالة
اعتقال، في حين يتابع 2 آخرين في حالة سراح مؤقت، كما تم تأجيل المحاكمة حتي 19 من
شهر ماي الجاري.
وغني عن البيان حركية أجهزة القمع وتمشيطها للأحياء السكنية القريبة من
الجامعة و تعرض عشرات الطلاب للتفتيش و الاستفزاز بشكل يومي، ورغم حملة القمع والترهيب
هاته إلا أن الاستمرارية و الصمود والتحدي كان هو الشعار الذي رفعته الجماهير الطلابية
وجسدته على أرض الميدان ردا على الاعتقالات التعسفية التي طالت المناضلين فعلى مستوى
يوم السبت 2 ماي، التحقت الجماهير الطلابية بكلية الآداب والعلوم و قاطعت الدراسة بالكليتين
وجابت بتظاهرات حاشدة الكلية وكل أرجائها رفعت من خلالها شعارات منددة بالقمع والاعتقالات
التي تطالها وتطال مناضليها الشرفاء وأكدت على استمرارها في معركتها البطولية و تشبثها
في الدفاع عن معتقليها السياسيين، كما استمرت الاشكال النضالية بالحي الجامعي ليلا
حيث عقدت نقاشات موسعة من أجل التعبئة والتعريف بالمعتقلين السياسيين وخلفيات اعتقالهم
أما على مستوى يوم الاثنين 4 ماي فقد اتجهت الجماهير الطلابية بمعية عائلات المعتقلين
السياسيين نحو المحكمة الابتدائية بمكناس لتجسيد الوقفة التضامنية مع المعتقلين السياسيين
لموقع مكناس والمعتقلين السياسيين للشعب المغربي عامة المقرر عقدها على الساعة 1 صباحاً
لمؤازرة المعتقلين السياسيين والتعريف بالخلفية التي اعتقلوا على أرضيتها و قضية الاعتقال
السياسي بشكل عام بما هي قضية طبقية، هذه الوقفة التي قابلتها أجهزة القمع ـ كما العادة
ـ بشن حملة مجموعة من الاعتقالات التعسفية زيادة إلى الضرب والتنكيل والمطاردة التي
لم تستثن من حملتها هاته عائلات المعتقلين السياسيين وقد بلغ عدد الاعتقالات على أزيد
من 30 معتقل تم فرض إطلاق سراحهم بعد ساعات من الاستنطاق والترهيب في مخافر القمع.
يتبع