سنة على إستشهاد الرفيق نور الدين عبد الوهاب
سنة على إستشهاد الرفيق نور الدين عبد الوهاب
سعيد فاروق م م ل-
سنة على إستشهاد الرفيق نور الدين عبد الوهاب
" ليس من الصعب أن يكون المرء ثوريا عندما تكون الثورة قد اندلعت
واستعر أورها، عندما يلتحق بالثورة كل واحد، أمّا اندفاعا وراء الأحاسيس، أو اقتفاء
للموضة، أو حتى أحيانا من أجل مصالح وصولية شخصية. و«الخلاص» من هؤلاء الثوريين المنحوسين
سيكلف البروليتاريا فيما بعد، بعد انتصارها، جهودا شاقة للغاية وآلاما مبرِّحة. ولكن
ما هو أصعب من ذلك بكثير، وما له قيمة أكثر جداً، هو أن يكون المرء ثوريا عندما لا
تكون الظروف موجودة بعد للنضال المباشر المكشوف، للنضال الجماهيري حقا والثوري حقا،
وان يستطيع الذود عن مصالح الثورة (عن طريق الدعاية والتحريض والتنظيم) وذلك في المؤسسات
غير الثورية، وغالبا في المؤسسات الرجعية الصرف، وفي ظروف غير ثورية، وبين جماهير قاصرة
عن أن تفهم في الحال ضرورة الطرق الثورية في العمل"( مرض "اليسارية"
الطفولي في الشيوعية ص 91 ).""
لقد مرت سنة على إغتيال الرفيق نور الدين هبد الوهاب دون أن تغيب عن بالنا
القضايا و المواقف التي إستشهد من أجلها الرفيق و دون أن يذهب عن بالنا المهام و العمل
الكبير و الضروري الذي يجب أن نقوم به في سبيل إكمال و تعبيد الطريق الذي خطه الشهداء
و المعتقلين من أجل التحرر و الإنعتاق و من أجل القضاء على الإستغلال و القهر و القمع
الطبقي للنظام القائم , هذا العمل الشاق و الطويل الذي نعتقد أن إنجازه ليس ترف بل
عمل ثوري يقتضيه إيماننا العميق بانتمائنا الطبقي و بمشروع التغيير الذي ننشده و الذي
نسترشد فيه بالماركسية اللينينية باعتبارها إديولوجية الطبقة العاملة .
قضية إغتيال الشهيد قضية كل المناضلين إنها قضية الإغتيال السياسي كقضية
طبقية :
صحيح أن الإغتيال إستهدف الرفيق و لم يستهدف واحد أخر و هو ما له دلالته
السياسية لكون الرفيق كان مناضل فذا و شرسا في النهج الديمقراطي القاعدي هذا الفصيل
الماركسي اللينيني الثوري , و أن الرفيق كان مناضلا في صفوف أبناء بلدته بل ومن قيادة
الشباب و خيرته بمنطقة المحاميد الغزلان , و كان محرضا بارزا على النظام القائم و كل
المندسين و الخونة و المرتشين بالمنطقة و كان صوت الجماهير الشعبية الكادحة بالمنطقة
و الذي غالبا ما كان المطلوب رقم واحد بالنسبة للنظام و هذا ما عبر عنه أبوه بعد إستشهاده
حيث قال أن الدرك ما مرة طاردوه و إتهموه و نصحو أبوه بضرورة " تربية إبنه
" على حد قوله , و أكيد أن " التربية " إنما يقصدون بها عدم النضال
و السكوت و عدم تأطير و تحريض الجماهير على المطالبة بحقها وهذا ما كان يرفضه الرفيق
حيث لا زالت تسجيلات الرفيق و هو يلقي الكلمات و يدعي الجماهير إالى الإحتجاج أو وهو
مصاب في المواجهة مع قوات القمع التي إجتاحت المنطقة الإخماد الإنتفاضة بالمحاميد متادولة
بين رفاقه على الأنترنيت " 1", إنا هذه المعطيات التي نوردها هنا ليست لتوضيح
المكانة المتميزة للرفيق بين رفاقه أو لتصويره كبطل خارق و لكن لنبين أن الإغتيال السياسي
ليس سبة أو تهمة نلوح بها في هذا الإتجاه أو ذاك أو درجة من الإمتياز قد يستحقها هذا
الشهيد و لا يستحقها ذاك "2"و لكن لنبين لكافة المناضلين أنها قضية إزاحة
و قتل كل المناضلين الذين يشكل تواجدهم على مصالح النظام القائم و الطبقات السائدة
خطرا محققا لما يخوضونه و ما يمارسونه من دعاية و نضال ميداني ضد مصالحهم هم بالضبط
و أن الإغتيال غالبا ما يستهدف خيرة مناضلي الحركة الأكثر دينامية سعيا من الطبقة السائدة
لوقف النضال الطبقي الذي يجري ضدها و لتعطيل هذه الحركة المتنامية للجماهير و لقتل
الأمل في التغيير في باقي المنتمين و الملتفين حول هذا النضال , بهذا المعنى و من أجل
إسكات و كبح كل الأصوات المناضلة و على غرار الجرائم التي سجلها النظام القائم في تاريخه
الأسود سيغتال النظام القائم الرفيق نور الدين بعد أن حاكمه بتهم صورية
"3" و لأن قضية الاغتيال السياسي كما الاعتقال السياسي هي قضية طبقية وشروط
الإعتقال و الإغتيال التي تعرض لها الرفيق سيتعرض و تعرض لها من قبل مناضلين مخلصين
لا يفوقهم الرفيق في المبدئية و التضحية في شي و بما أن الشروط و الوضع الذي أفرز هذه
الاعتقالات و الاغتيالات لازال لم يتغير فإن نضالنا و صراعنا لفرض التغيير الذي نريد
لا يزال مهمتنا المركزية و في صلب هذا العمل بناء الحزب المستقل سياسيا إديولوجيا و
تنظيميا للطبقة العاملة الكفيل بتحقيق هذه المهمة دون أن يغيب عن بالنا ما يمكن أن
نقدمه و يقدمه رفاقنا في سبيل تحقيق هذه المهمة من اعتقال و إستشهاد ولكن دون أن يثنينا
عن مواصلة هذا الطريق الإقتناعنا بعدالة قضيتنا و بحتمية انتصارنا .
هكذا نحن مناضلون و سنبقى:
قد يكون الإستشهاد مؤلما و مكلفا , يختطف خيرة الرفاق و يزعز بعض القناعات
و قد يخلق القيل و القال و يكثر النقد و السؤال و قد يخرج من يقول بضرورة التراجع أو
الانتظار أو تغيير أساليب و أشكال النضال , لكن الصحيح أن الاستشهاد ضريبة نؤديها و
يؤديها الشهداء لكي نستمر لكي نبني وفاء لخط الشهداء و المعتقلين و دفاعا عن الموقف
و القضية , لذلك فإما أن تكون مناضلا أو لا تكون , أن تكون إلى جانب الجماهير الشعبية
و في صفها أو تكون ضدها , أن تكون مناضلا مخلصا لا يبدل و لا يساوم أو ان تكون خائن
مرتد , أن تكون في قلب الصراع و في معمعانه أو في الجهة المقابلة مع الأعداء فبين النقيضين
لا مكان لموقع الوسط و بين الانتماء إلى صفوف الجماهير الشعبية و خيرة مناضليها أو
لارتداد عنها لا مكان ل"بين بين" , فلنواصل الطريق مناضلون مخلصون لا نتزحزح
عن الموقع الذي يجب أن نكون فيه وضمنه حتى ولو كلفنا ذلك الإستشهاد فذاك هو الوفاء
و ذاك هو الإنتماء لخط و طريق الشهيد ليس شي أخر .
فاليوم و بعد سنة من الإستشهاد , يجب ان نكون في مستوى الهجوم الذي يقوده
النظام ضد الحركة , فحجم الضرائب كبير و عدد الشهداء و المعتقلين كبير ,بينما حجم الإنجازات
و رغم التضحيات لا يزال ضعيف بالنظر للتشتت و غياب المبادرة التي تسود عند اغلب المناضلين
حيث إكتفى أغلبنا بالتقييم و في أحسن الأحوال الفعل المحتشم و المتردد ,لذلك سيكون
علينا ان نضيف الكثير من الجهود و العمل و التجذر اكثر داخل الطبقة العاملة و الجماهير
الشعبية و تأطيرها و توجيهها لقيادة معارك قوية قادرة على قلب موازين القوى لصالحنا
,فضمن هذه المعارك يتصلب عود المناضلين و يتعلمون و يعلمون , قد نخطئ و قد نتعثر ,
ولكننا لن نخسر المزيد من الوقت الضائع من جراء تردد المناضلين و عدم إقدامهم , فالخوف
من الجماهير لا يمكن أن يكسبنا إلا مزيدا من العزلة و البعد عن واقعها و بالتالي مطامحها
في التغيير.
حول هذا العمل و من أولى أولويته التعريف بالشهيد و بالإغتيال السياسي
الذي تعرض له :
عن الشهيد نور الدين عبد الوهاب وعن ظروف إغتياله :
ولد الرفيق نور الدين عبد الوهاب سنة 1988 بمنطقة امحاميد الغزلان جنوب
شرق المغرب، من عائلة تعيش الفقر المدقع، فكانت حياة المعاناة بالتالي حافزا للرفيق
نحو الانخراط في النشاط النضالي الثوري، ومنح كل طاقاته الفكرية والجسدية لصالح الجماهير
الشعبيةّّ، ودفاعا عن مطامحها التي اغتصبها النظام القائم طيلة عقود من الزمن.
بدأ الرفيق نور الدين نشاطه النضالي منذ دراسته بالتعليم الثانوي، وقد
حصل من ثانوية "امحاميدالغزلان"على شهادة الباكالوريا من مدرسة عمومية سنة
2007 في شعبة الآداب.
التحق بعد ذلك بجامعة ابن زهر بأكادير، ليتلقى دراسته الجامعية في شعبة
الحقوق، وهناك التحق مباشرة بتنظيم النهج الديمقراطي القاعدي، الفصيل الماركسي اللينيني
من داخل الجامعة وتشبت بإطارنا العتيد و الصامد "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب".
وقد عرف بكفاحيته التي يتميز بها كل مناضل ثوري، مدافع عن مصالح الجماهير الطلابية
و الجماهير الشعبية عموما في سبيل التحرر الوطني و الاجتماعي، وبأخلاقه الرفيعة العالية
التي تعكس تكوينه النظري وسعة اطلاعه و إلمامه بالنظرية العلمية الماركسية اللينينية
.
عرف عن الرفيق تميزه في نشاطه بين الجماهير، بشقيه الدعائي والتحريضي،
اذ كانت الآلاف من الجماهير تلتف حوله وهو يتكلم ويناقش مختلف المواضيع التي ترتبط
بهموم الشعب المغربي، وبذلك اكتسب شعبية هامة في منطقته، و في الساحات الجامعية على
مستوى ربع هذا الوطن الجريح )اكادير، الرشيدية،مكناس، مراكش ...( .
وقد ساهم في تأطير عدة معارك نضالية جماهيرية من داخل الجامعة )معركة
الجماهير الطلابية 2009-2010 و كذلك معركة 2010-2011 (،على اثر المشاركة الفعالة فيها
تم اعتقاله مرتين و أطلق سراحه بعد ذلك، لكن إيمانه بصحة مبادئه وقناعته الراسخة لم
تزده هذه الممارسة السياسية الطبقية إلا صمودا و صلابة . كما أن إيمانه بان الجامعة
ليست إلا مرآة مصغرة تعكس واقع التناقضات الطبقية دفعه إلى تأطير معارك عمالية و غيرها
خارج أسوارها، من بينها معركة عمال شركة الضحى، وقد تم اعتقاله يوم 25 يونيو 2012 من
طرف أجهزة القمع( الشرطة القضائية :البيجي) هو وثلاثة رفاقه على خلفية الانتفاضة المجيدة
لسكان امحاميد الغزلان، احتجاجا على الاوضاع الاجتماعية المزرية و المأساوية التي تعيشها
الساكنة على غرار باقي مناطق وطننا الجريح. وقد خرج مئات السكان مباشرة بعد اعتقال
الرفاق الأربعة في مسيرات شعبية عارمة تطالب بإطلاق سراحهم. ثم نفذ السكان اعتصاما
مفتوحا أمام مقر إحدى أجهزة القمع - الدرك الملكي- تضامنا مع المعتقلين السياسيين.
وستبدأ محاكمة الرفيق نور الدين عبد الوهاب يوم 28 يونيو 2012، لتنتهي
بالحكم عليه بسنتين و 8 أشهر سجنا نافذة كل هذا من اجل تحطيم عزيمته و كسر شوكته النضالية،
لكن كل رهانات النظام القائم تكسرت على ارض الواقع و باءت بالفشل الذريع. الشيء الذي
سيجعله يلجأ إلى أسلوب التصفية الجسدية ليتم استشهاد الرفيق في غياهب السجن المحلي
بورزازات السيء الذكر فجر يوم الثلاثاء 01 -04 - 2014 ليبقى اسمه شاهدا على جريمة نكراء
ارتكبت في حق خيرة مناضلي الشعب المغربي و نبراسا ينير لنا طريق الحرية طريق الغد المشرق
.
مجدا و خلودا للشهيد نور الدين عبد الوهاب
مجدا و خلودا لشهداء الشعب المغربي
الحرية للمعتقلين السياسيين
عاشت الماركسية اللينينية إديولوجية الطبقة العاملة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 :كلمة للرفيق في حلقية بامحاميد الغزلان
https://www.youtube.com/watch?v=O8OjijZEx7A
كلمة الأب الشهيد https://www.youtube.com/watch?v=YVk7OIic8Hk
2:أنظر مقال لمناضل قاعدي (بصدد إغتيال نور الدين
عبد الوهاب شهيد النهج الديمقراطي القاعدي)
3: ما كتبه المحامي محمد المسعودي عن الرفيق وبخصوص المحاكمة التي تعرض
لها الرفيق : رابط المقال
http://marxiste-lininiste-maroc.blogspot.com/2014/04/blog-post_1487.html