رسالة إلى رفيق حول مهامنا التنظيمية -لينين
(الجزء 1)
ف.إ .لـــيــنـيـن
رسالة إلى رفيق حول مهامنا التنظيمية
كتبه لينين سنة 1902
الرفيق العزيز،
يسرني أن أنزل عند طلبك وأقوم بنقد مسودة أعدت
من قبلك بخصوص«منظمة الحزب الثوري في سانت بطرسبورغ» (التي أرجح أن المقصود بها تنظيم
عمل حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي في بطرسبورغ). ولما كانت المسألة التي
طرحتها على درجة بالغة من الأهمية، فإن من الواجب أن يشترك في مناقشتها كافة أعضاء
لجنة سانت بطرسبورغ، لا بل جميع الاشتراكيين الديمقراطيين في عموم روسيا.
اسمح لي، في البداية، أن أعبر لك عن اتفاقي الكامل
مع الإيضاح الذي بينت فيه عدم صلاحية التنظيم السابق لـ«العصبة» (أو«الطراز العصبوي»على
حد تعبيرك). فأنت تشير إلى انعدام التدريب الجاد والتربية الثورية بين أوساط العمال
المتقدمين والى ما يسمى نظام الاختيار الذي يؤيده أنصار، رابوتشي ديلو بزهو ومكابرة
متناهيين بزعم استناده إلى المبادئ «الديمقراطية» كما أنك تشير إلى اغتراب العمال عن
النشاط الفعال.
فالقضية بالتحديد هي:
1/ الافتقار إلى التدريب الجاد والتربية الثورية
(لا بين العمال وحسب وإنما بين المثقفين كذلك).
2/ التطبيق غير المناسب والمسرف لمبدأ الاختيار.
3/ اغتراب العمال عن النشاط الثوري الفعال –
هذا هو مكمن النقص الأساسي الذي تعاني منه بالفعل منظمة سانت بطرسبورغ وكثير غيرها
من المنظمات المحلية لحزبنا.
إنني متفق كل الاتفاق مع وجهة نظرك الأساسية
بصدد المهمات التنظيمية بالقدر الذي أفهم فيه خطوطها العامة كما وردت في الرسالة التي
استلمتها منك.
وأتفق معك بالأخص اتفاقا تاما بأن الواجب يدعونا
إلى أن نشدد بصفة خاصة على المهمات المرتبطة بالعمل على روسيا كلها وبعمل الحزب ككل.
وينعكس هذا في الفقرة الأولى من مسودتك، حيث أنك تبادر إلى القول «أن صحيفة أيسكرا
التي لها مراسلين دائمين بين العمال وتربطها صلة وثيقة بالعمل داخل التنظيم، هي المركز
القيادي للحزب (لا للجنة أو منطقة من المناطق فحسب)» ولا أبغي هنا إلى الإشارة إلى
أن الجريدة يمكن وينبغي أن تكون القائد الإيديولوجي للحزب، تنمي الحقائق النظرية والأسس
التكتيكية والأفكار التنظيمية العامة والمهمات التي يجابهها الحزب بصورة عامة في وقت
من الأوقات. غير أن القائد العملي المباشر للحركة لا يمكن ان يكون الا مجموعة مركزية
خاصة (ولنطلق عليها اتفاقا اسم اللجنة المركزية، مثلا). هذه المجموعة هي التي تديم
الصلات المباشرة بكافة اللجان وتظم أفضل القوى الثورية بين الاشتراكيين الديمقراطيين
الروس وتقوم بإدارة كافة الشؤون العامة للحزب مثل توزيع الأدبيات وإصدار البيانات وتوزيع
القوى وتنسيب الأفراد والجماعات للقيام بالمهمات الخاصة والإعداد للمظاهرات والانتفاضة
على نطاق روسيا كلها، الخ. ولما كان من الضروري الحفاظ على أقصى قدر من سرية التنظيم
وتأمين الاستمرارية للحركة، لهذا يمكن لحزبنا ويجب عليه أن يمتلك مركزين قياديين هما
ص.م(الصحيفة المركزية) و ل. م(اللجنة المركزية)، تقع على الأول مسؤولية القيادة الإيديولوجية
وعلى الثاني مسؤولية القيادة المباشرة والعملية. من الضروري تأمين وحدة العمل والتعاضد
المطلوب بين هاتين المجموعتين لا من خلال برنامج واحد للحزب وحسب وإنما من خلال تركيب
كلا المجموعتين أيضا (إذ أن المجموعتين ص.م و ل.م يجب أن تتألفا من أشخاص ينسجمون فيما
بينهم انسجاما كليا) وعقد كونفرنس مشترك بصورة دورية ومنتظمة. في تلك الحالة فقط يمكن
أن تكون الصحيفة المركزية، من جهة، بعيدة عن متناول الشرطة الروسية ويضمن لها الثبات
والاستمرارية، في نفس الوقت الذي تكون فيه اللجنة المركزية منسجمة مع الصحيفة المركزية
بخصوص جميع القضايا الأساسية وتتمتع بصلاحية كافية لتتولى أمر العناية بكافة الجوانب
العملية من الحركة بصورة مباشرة.
لهذا فإن من المستحسن أن لا تشير الفقرة الأولى
من النظام الداخلي(كما وردت في مسودتك) فقط إلى أي من صحافة الحزب يجب اعتبارها الصحيفة
المركزية (وهذا ضروري بالطبع) بل أن عليها أن تنص كذلك على قيام المنظمة المحلية المعنية
بمهمة العمل بنشاط في سبيل خلق تلك المؤسسات المركزية التي لا يمكن للحزب أن يوجد من
دونها، وإسناد هذه المؤسسات ومن ثمة تعزيزها.
ثم. تقول في الفقرة الثانية أن اللجنة ينبغي
أن«توجه المنظمة المحلية» (وقد يكون من المستحسن القول: «العمل المحلي كله وسائر منظمات
الحزب المحلية»، بيد أني لا أريد الاستغراق في تفصيلات تتعلق بالصياغة) وتتألف من عمال
ومثقفين معا، لأن من شأن تقسيمها أن لا يؤدي إلا إلى الضرر. وهذا صحيح جدا ولا ريب.
ينبغي أن لا تكون هناك إلا لجنة واحدة لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي ومن
الواجب أن تتألف هذه اللجنة من اشتراكيين ديمقراطيين يمتلكون قناعة تامة ويكرسون أنفسهم
تكريسا تاما إلى النشاطات الاشتراكية الديمقراطية. علينا أن نقوم بسعي خاص من أجل توفير
أكبر عدد ممكن من العمال الذين يملكون وعيا طبقيا مكتملا ويعملون كثوريين محترفين وأعضاء
في اللجنة (1). وحال أن تصبح هناك لجنة منفردة لا مزدوجة. حتى تحتل مسالة المعرفة المباشرة
لأعضاء اللجنة بعدد واسع من العمال أهمية خاصة. ولكي نأخذ زمام القيادة في كافة الشؤون
التي تجري داخل أوساط العمال، يجب أن نكون قادرين على الوصول إلى جميع الأحياء وان
نعرف أكبر عدد من العمال وأن تكون تحت تصرفنا مختلف سبل الاتصال، الخ.الخ. لهذا السبب
ينبغي أن تنضم اللجنة، قدر الإمكان بين صفوفها كافة القادة الرئيسيين في حركة الطبقة
العاملة من بين العمال أنفسهم. وعليها أن توجه كافة جوانب الحركة المحلية وتتولى أمر
العناية بكافة المؤسسات والقوى والموارد المحلية التي تحت تصرف الحزب. أنت لا تذكر
شيئا عن الكيفية التي يجب بها تشكيل اللجنة ــوالأرجح أن علينا هنا أن نتفق معك بان
من الناذر أن تستدعي الضرورة توفر قواعد خاصة في هذا الشأن. فالكيفية التي تتشكل بها
إنما هي مسألة يقررها الاشتراكيون الديمقراطيون أنفسهم عند الحاجة، إلا أنه قد تبقى
هناك ضرورة للإشارة إلى وجوب إضافة أعضاء جدد إلى اللجنة بقرار تتخذه أغلبية (أو ثلثي،
الخ) أعضائها وعلى اللجنة أن تتأكد بأن قائمة اتصالاتها قد أودعت إلى جبهة موثوقة،
من وجهة ثورية، وأمينة، بالمعنى السياسي، وأنها قامت سلفا بإعداد قائمة بالأعضاء المرشحين
إليها. بعد قيام لجنة الصحيفة المركزية يجب التوقف عن تشكيل أية لجان جديدة إلا من
خلال التعاون معهما وبموافقتهما. يجب أن لا تضم اللجان، قدر المستطاع، عدد واسعا من
الأعضاء في صفوفها (لكي يكون بالإمكان تأليفها من أناس يملكون حظا جيدا من التعليم،
ويتقن كل منهم فنون الفرع الذي يعمل فيه من فنون النشاط الثوري) بيد أنها ينبغي أن
تظم في الوقت نفسه عددا يكفي لتولي أمر العناية بكافة جوانب العمل وضمان التمثيل الكامل
والقرارات الملزمة. وإذا صادف أن كان عدد الأعضاء كبيرا للغاية وكان أمر اجتماعهم محفوفا
بالمخاطر في غالب الأحيان فقد يكون من الضروري عندها انتقاء مجموعة تنفيذية خاصة وصغيرة
للغاية من بين أعضاء اللجنة (على أن لا يزيد العدد عن خمسة مثلا، وحتى اقل من ذلك).
ولابد أن تضم هذه المجموعة سكرتير اللجنة والأعضاء الذين يتمتعون بأفضل مقدرة على التوجيه
العملي لسائر جوانب العمل. من الأهمية بمكان توفير أعضاء احتياط لهذه المجموعة حتى
لا تستدعي الضرورة إيقاف العمل وقت الاعتقالات. ويجب أن تخضع نشاطات المجموعة التنفيذية
وعضويتها، الخ إلى موافقة اجتماع عام تعقده اللجنة .
ثم انك تقترح تشكيل المؤسسات التالية بعد اللجنة
شريطة أن تكون خاضعة لها:
1/ اجتماعات المناقشة(كونفرسات «أفضل»الثوريين).
2/ حلقات المنطقة.
3/ حلقة للدعاة ملحقة بكل حلقة من تلك الحلقات.
4/ حلقات المصنع.
5/ «اجتماعات ممثلي» المندوبين من حلقات المصنع
في منطقة معينة.
أتفق معك تماما بأن كافة المؤسسات اللاحقة والتي
ينبغي أن يوفر منها عدد كبير للغاية وعلى درجة متناهية من التنوع، إضافة إلى تلك التي
أتيت على ذكرها، يجب أن تكون خاضعة إلى اللجنة، وأن من الضروري أن تكون هناك مجموعات
منطقة (للمدن الكبيرة جدا) ومجموعات مصنع (دوما وفي جميع الأماكن). لكن يبدو أنني لا
أتفق معك تمام الاتفاق حول عدد من التفصيلات. منها على سبيل المثال ما يتعلق بــ«اجتماعات
المناقشة» التي أعتقد أنها غير ضرورية على الإطلاق. ينبغي أن يكون «أفضل» الثوريين
في اللجنة أو ينخرطون في مهمات خاصة (الطباعة، النقل، الجولات التحريضية، تنظيم مكتب
للجوازات، مثلا، أو فصائل صدامية لمكافحة الجواسيس والمندسين أو مجموعات في الجيش،
الخ).
تعقد«الكونفرسات» في اللجنة وفي كل منطقة، وفي
كل حلقة من حلقات الدعاية والمهنة (النساجين، الميكانيكيين والدباغين، الخ)والطلبة
والأدب الخ. فلماذا يجب أن نجعل من الكونفرسات مؤسسة خاصة؟
ثم إنكم تطالبون لسبب مبرر تماما بفتح باب الكتابة
إلى أيسكرا مباشرة أمام «كل من يريد ذلك» عدا أن كلمة «مباشرة» ينبغي أن لا يفهم منها
بأن كل من يريد ذلك يجب أن تيسر له سبل الوصول إلى مكتب التحرير أو عنوان الجريدة،
إنما يكون من الملزم تسليم (أو إرسال) المراسلات الموجهة إلى المحررين من كافة الراغبين
بذلك. طبيعي يجب أن تكون العناوين معروفة إلى حلقة واسعة نسبيا. إلا أن من الضروري
عدم إعطائها لأي كان بل فقط إلى الثوريين الموثوقين الذين يعتد بمقدرتهم على التقيد
بمتطلبات السريةــ وقد لا يشمل هذا شخصا فقط في كل منطقة، مثلما تقترح، وإنما عدة أشخاص.
كما أن من الواجب أن يكون لجميع الذين يساهمون في عملناــ جميع الحلقات منفردة ومجتمعة
ــ حق لفت انتباه اللجنة إلى قراراتهم ورغباتهم وطلباتهم، وليس اللجنة وحدها بل وص.م
و ل.م كذلك، فإذا ما ضمنا هذا ستتمتع سائر كونفرسات موظفي الحزب بمزية الحصول على المعلومات
الكاملة من دون أن تكون مضطرة إلى تأسيس أي شيء بالغ الإرهاق ومتناقض مع قواعد السرية
مثل «اجتماعات المناقشة». طبيعي، ينبغي علينا أن نحاول كذلك ترتيب الكونفرسات الشخصية
لأكبر عدد ممكن من الموظفين دون استثناء. بيد أن كل شيء هنا يتوقف على مراعاة السرية.
فالاجتماعات والتجمعات العامة غير ممكنة في روسيا إلا في أحوال ناذرة وفي حالات استثنائية.
ولهذا فان من الضروري مضاعفة حذرنا عند السماح إلى«أفضل الثوريين» بحضور مثل هذه الاجتماعات،
طالما كان من اليسير على المندسين الحضور إليها أو على الجواسيس تعقيب بعض المساهمين
في الاجتماع(2).سوف يكون من الأفضل كما اعتقد أن نعمل على النحو التالي: عندما تتوفر
إمكانية لتنظيم اجتماع كبير عام (يضم بين 30 إلى 100 شخص مثلا، أثناء الصيف في الغابات
أو في شقة سرية توفرت فيها احتياطات أمنية خاصة لهذا الغرض.
يجب على اللجنة أن تبعث بشخص واحد أو شخصين من«أفضل
الثوريين» وتتأكد بأن الناس المناسبين هم الذين يحضرون الاجتماع، أي، أن توجه الدعوة،
مثلا، إلى أكبر عدد من الأعضاء الذين يوثق بهم في حلقات المعمل، الخ. إلا أن من الضروري
أن لا يكون لهذه الاجتماعات أي محضر رسمي وأن لا تثبت في النظام الداخلي ولا أن تعقد
بصورة منظمة. كما ينبغي عدم وضع الترتيبات على نحو يتيح لكل من يحضر الاجتماع معرفة
الآخرين هناك، أي أن يعرف كل واحد أنه«ممثل» لإحدى الحلقات، الخ. لهذا تراني لا أعارض
فقط «اجتماعات المناقشة» وإنما «اجتماعات الممثلين» على حد سواء. بدلا من هاتين المؤسستين،
أقترح وضع قاعدة لهذا الغرض. يجب على اللجنة السعي إلى تنظيم اجتماعات واسعة تضم أكبر
عدد ممكن من المساهمين الذين يأخذون على عاتقهم تنفيذ المهمات العملية في الحركة، وللعمال
بصورة عامة. تقوم اللجنة بتحديد زمان ومكان الاجتماع والمناسبة الداعية إلى انعقاده،
ويعهد إلى اللجنة مسؤولية إجراء الترتيبات السرية لمثل هذه القضايا. بديهي أن تنظيم
تجمعات للعمال ذات طابع أقل رسمية أثناء النزهات أو التجول في الغابات، الخ لا يتقيد
بهذه القاعدة أبدا. وقد يكون من المستحسن أن لا يجري ذكرها مطلقا في النظام الداخلي.
ثم. مجموعات المنطقة. أتفق معك تماما أن من بين
أهم المهمات التي يجب أن تنهض بها هي تنظيم توزيع الأدبيات بصورة مناسبة. وأعتقد أن
على مجموعات المنطقة أن تلعب من حيث الأساس دور الوسطاء بين اللجان والمعامل، وسطاء
بل وحتى مراسلين. ينبغي أن تكون المهمة الرئيسية لها التوزيع المناسب للأدبيات المستلمة
من اللجنة بالصورة التي تتفق مع قواعد السرية. وهذه مهمة على درجة بالغة من الأهمية،
لأننا إذا استطعنا أن نؤمن صلة منتظمة بين مجموعة توزيع خاصة بالمنطقة وسائر العمال
في تلك المنطقة وكذلك بأكبر عدد ممكن من بيوت العمال في المنطقة نفسها فان ذلك سوف
يكتسب قيمة كبيرة سواء لأغراض المظاهرات أم لتنظيم انتفاضة. إن ترتيب وتنظيم التسليم
المناسب والسريع للأدبيات والمنشورات والنداءات الخ، وتدريب شبكة من الوكلاء لهذا الغرض
معناه إنجاز القسم الأعظم من العمل التحضيري لقيام مظاهرات أو انتفاضة في المستقبل.
ففي أوقات الاضطرابات أو عند حدوث إضراب أو غليان يكون قد فات للشروع بتنظيم توزيع
الأدبيات، إذ أن مثل هذا العمل لا يمكن بناءه إلا على نحو تدريجي وذلك من خلال جعل
التوزيع إلزاميا مرتين أو ثلاث مرات من الشهر الواحد. وإذا لم تتوفر الصحف، فإن من
الممكن والواجب توزيع المنشورات لأن ماكنة التوزيع ينبغي أن لا تبقى عاطلة مهما كانت
الأسباب. وبهذا السبب يجب أن يرفع مستوى هذه الماكنة إلى درجة الكمال لكي يكون بالإمكان
إعلام وتعبئة كافة أبناء الطبقة العاملة في سانت بطرسبورغ بين ليلة وضحاها، إذا جاز
التعبير، وهذا الهدف ليس نوعا من الطوباوية أبدا، شريطة أن يتوفر هناك إرسال منتظم
من المركز إلى أضيق حلقات الوسطاء ومن هذه إلى الموزعين. وحسب اعتقادي يجب أن لا تتجاوز
وظائف مجموعات المنطقة حدود عمل الوساطة والإرسال، وإذا شئنا الدقة، يجب أن لا يتوسع
عملها إلا بعد اتخاذ أقصى الحيطة وإلا فلن يؤدي ذلك إلا إلى تعاظم خطر الانكشاف وتعريض
سلامة العمل إلى الضرر. طبيعي، تجري كونفرنسات مناقشة جميع المسائل المتعلقة بالحزب
داخل حلقات المنطقة أيضا، بيد أن من الواجب اتخاذ القرارات التي تخص كافة المسائل العامة
للحركة المحلية من قبل اللجنة وحدها. ويجب عدم السماح لمجموعات المنطقة بان تتصرف كما
يحلو لها إلا في المسائل التي تخص الجانب الفني للإرسال والتوزيع. ينبغي أن يناط تركيب
مجموعات المنطقة باللجنة، بمعنى أن اللجنة تعين احد أعضائها أو اثنين منهم (أو حتى
بعض الرفاق ممن ليسوا أعضاء في اللجنة) كمندوبين إلى هذه المنطقة أو تلك وتزويدهم بتعليمات
تتعلق بتشكيل مجموعة منطقة يعين جميع أعضائها في مناصبهم، إذا صح التعبير، من قبل اللجنة.
فمجموعة المنطقة هي فرع للجنة لا تستمد صلاحياتها إلا من هذه الأخيرة.
_________________________
(1): علينا أن نحاول إدخال عمال ثوريين إلى اللجنة
يمتلكون أوسع الصلات بجماهير العمل، وأفضل «سمعة».
(2): لا بد أن يفهم العمال انه في الوقت الذي
يكون فيه قتل الجواسيس والمندسين والخونة أمر لا محيد عنه تماما في بعض الأحيان، طبعا،
إلا أن من غير المستحسن ومن الخطأ الفاحش أن نحول ذلك إلى نظام . إن علينا أن نسعى
إلى خلق منظمة قادرة على شل الجواسيس عن طريق تعريتهم وتعقبهم إلا أن من المستحيل القضاء
على جميع الجواسيس.