حول الهجوم الأخير للأمبريالية الأمريكية على سوريا


حول الهجوم الأخير للأمبريالية الأمريكية على سوريا 
حول هذا الهجوم وما أثاره من ردود فعل خاصة في أوساط جزء كبير من الماركسيين اللينينيين في المغرب و عبر العالم ، وفي ظل وضع عالمي يتحكم في صناعة الرأي فيه الإعلام العالمي الذي تموله وتدر عليه الإمبريالية العالمية من أموال و وسائل الدعم والمساندة الكثيرحتى يؤثر في عدد كبير من شعوب العالم نرى أنه من واجب كل المناضلين الإنخراط في إجلاء الحقيقة و إعطاء موقف مما يجري حولنا حتى لايكون رأي حلف الناتو و الملتفين حوله هو الوحيد نعيد نشر مقال لأحد الرفاق الذي نعتقد أن جزء كبير مما كتبه يتقاطع مع موقفنا مما يجري في الأرض السورية و دور جميع الأطراف في الصراع الدائر في المنطقة .
Abderrahim Karaoui

للتذكيرعن موقفنا من الصراع في سوريا لإزالة كل لبس لمن لازال يؤمن بالمنطق الارسطي في تحليل الصراع بالرغم من الادعاء بتبني منهج الصراع الطبقي :
-----------------------------------------------------------------
ضد المنطق الأرسطي في التعامل مع الظاهرة الاجتماعية كالسياسية وعلى رأسها “الأزمة السورية” كما يحلو لبعض السطحيين تسميتها. والتعامل معها بمنطق “مع أو ضد”. “أبيض أو أسود”. فللمضامين والأشكال علاقة جدلية يحددها التطور التاريخي تماما كالتطور الفيزيائي. وفق المنهج العلمي الذي يقر بمنطق التناقض الجدلي وليس منطق الثالث المرفوع الأرسطي، فاللون الأبيض ليس هو كذلك بصفة إطلاقية، بل هو مزيج لجميع ألوان الطيف، والأسود يحظى بخاصيته الفيزيائية في الطبيعة مع فارق واحد، وهو امتصاص الضوء عوض عكسه.
فاللون الأسود في المفهوم الفيزيائي هو اللا لون. هكذا فالعلم يعلمنا أن الأبيض ليس هو كذلك مائة في المائة، ونفس الأمر بالنسبة للون الأسود. فلا حقيقة مقدسة ثابتة مطلقة أزلية. إنه تأكيد لعلمية الفكر الديالكتيكي في تحليل الظاهرة على أساس جدلية التناقض يا سادة !!!!!!!. فالماركسي اللينيني يحترم الأبطال الوطنيين، بقدر ما يحترم إرادة الشعوب، ولو اختلف معهم على مستوى القناعات الإيديولوجية والسياسية. إلا الظلاميين والعملاء للإمبريالية، فالظلاميون باعتبارهم استراتيجيا خونة لأوطانهم وأصلا لا يؤمنون بالوطنية ولا بالتطور الأممي ولا بالتقدم الإنساني، بقدر ما يهمهم حكم الدنيا باسم “الإرادة الإلهية”. لهدا فهم شوفينيون رجعيون متخلفون انتهازيون عملاء، لا يعرفون غير السطو على الفتات الذي يسمونه تمكينا ووعدا إلهيا. وما توفره لهم الامبريالية من أدوات الدمار والتخريب، مقابل وهم تحقيق الخلافة الإسلامية. ومن تحالف معهم أو سكت على جرائمهم من اليسار فما هو إلا انتهازي أو أمي سياسيا لا يمتلك البوصلة النضالية، إذ لا يفرق بين معادلة التناقض الأساسي- الامبريالية وحلفائها من الرجعيين الظلاميين بكافة أصنافهم أصحاب المشروع البدائي الدموي المتخلف ضد الإنسان والحضارة والتقدم والسلم والتسامح والتاريخ.
والتناقض الثانوي- الأنظمة الوطنية وحلفاؤها ومناصرو التقدم والتعايش السلمي- الشيء الذي تعتبره الماركسية اللينينية من أبجديات النضال السياسي على مستوى الصراع الطبقي أمميا. . والغريب أن هناك من يتبنى الديالكتيك نظريا ويتموقف مع الدواعش عمليا. قلبه مع الماركسية وموقفه مع أمريكا وحلف الناتو.. يا لها من مفارقة !!!!!! فمن أبجديات الماركسية على الأقل، وحدة الفكر والموقف. النظرية والممارسة. المنهج والتحليل السياسي. فيا لهم من أميين يدعون الفكر الماركسي اللينيني سطحيا للمزايدة فقط. يغضون الطرف عن جرائم الصهيونية وداعش والامبريالية ويذرفون الدمع الزائف عما يسموه “جرائم الأسد”. هذا فحتى إن كنا نختلف معه على المستوى الحقوقي والسياسي وحتى الفلسفي في تدبير شؤون المجتمع فإن “إجرامه” كما يحلو لهم تسميته وفق السيناريو الامبريالي – الصهيوني – الوهابي ب”جرائم ضد الإنسانية”. والتي يزعمون أنها تقترف ببرامل الباردو ضد المدنيين وضربهم بالأسلحة والغازات الكيماوية كما دبرها مسؤولو الاستخبارات السعودية والتي كشفتها التقارير الاستخباراتية الروسية مشكورة. . . . . . . لا ترقى إلى الجرائم البشعة والبدائية ضد كل شعوب المنطقة التي يقترفها حلف الناتو بتنفيذ من الدواعش بجميع أصنافهم والمدعومين من قبل التروتسكيين ويسار الناتو الانتهازيين والعملاء والأميين فكرا ومنهجا وسياسة. فالتروتسكية “عاهرة الامبريالية” كما يصفها أنطونيو غرامشي، وكعادتها “الثورة الدائمة التي لا تراوح مكانها” تسير ضد منطق التاريخ وضد منطق الصراع الطبقي على المستوى الدولي فتسقط في العمالة للامبريالية وتساند موضوعيا الدواعش بمبرر الوقوف ضد “ديكتاتورية” بشار المزعومة و”امبريالية روسيا” بسبب سوء تقديراتها الانتهازية.
فبشار الأسد على الأقل كقائد وطني يقف شوكة في حلق الامبريالية ورعاع الخليج والدواعش بكافة أصنافهم وناهض الصهيونية ومخططاتها في المنطقة وناصر القضايا التحررية في المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية بل ودعمها تاريخيا. . . . . . لهذا كان هو المستهدف بعد العراق وليبيا. فإن كنا نختلف معه على المستوى الإيديولوجي والسياسي وفي عدة قضايا أخرى مرتبطة بالمشروع المجتمعي والمنهج. . .. . . . إلا أننا نحترمه على مواقفه مما ذكرنا، بنفس الدرجة التي نحترم فيها القائد حسن نصر الله مرحليا كنموذج للمقاومة وإن اختلفنا معه على مستوى رؤيته التي نعتبرها متخلفة كمشروع مجتمعي قروسطي يقام على أساس الدين والعقيدة والطائفة. إنه منطق الصراع من منظور جدلية التناقض. وليس منطق الثالث المرفوع الأرسطي الذي لا يعني أكثر من “إما أبيض أو أسود” أو “معي أو ضدي”.
وللذين يزايدون علينا بدعوى مصالح روسيا في المنطقة نقول: إنه لا يكاد يخلو أي صراع في العالم من ذلك وما يستوجبه من تحالفات، خصوصا لما يستهدف هنا مقومات الدولة وهدم مؤسساتها بالكامل لزرع مقابل ذلك كل مظاهر الاقتتال الطائفي وما يسببه ذلك من دمار للإنسان ومقوماته الحضارية والتاريخية. . . . . . وما يستتبع ذلك من انحراف وتخريب بتشجيع المليشيات الفاشية والدينية إلى درجة العمالة واستباحة الوطن ليسهل تسليمه على طبق من ذهب من قبل الرعاع. مقايضة بفتات امبريالي من أجل مشروع مجتمعي قروسطي متخلف، تحت مسمى “الخلافة الإسلامية”.
طبعا فالتدخل الروسي لم ولن يكون فقط لسواد عيون السوريين ولا أحرار العالم. بل أيضا مصالح. ولنكن واضحين ضد كل مزايدة سياسية. لكنها مصالح أكثر تقدما ورُقيّا وإنسانية من مصالح رعاع الخليج وبداوة التخلف والهمج والخمج البشري وخنازير أمريكا والغرب الامبريالي. فلا تخلو أي حرب أو صراع من تقاطع المصالح، إلا أن الاختلاف حاصل بين الحرب القذرة وغيرها في الصراع الدولي.
فلن نجد حرجا أن ننصح الخوانجية ويسار الناتو من “التروتسكيين” والمتمركسين وأشباههم من المعارضة المخملية واليسار الملكي و"العياشة" وأشباه الليبراليين بتسمية التدخل الروسي في دحر جيوش الامبريالية من قطعان رعاع الخليج والعثمانيين الجدد ومرتزقة العالم من المرضى البسيكوباتيين و”المرجئة” والمتخلفين البدائيين الطامعين في جهاد النكاح وما ملكت الأيمان في الدنيا قبل الآخرة، المكونين لـ”داعش” ومشتقاتها من النصرة. . . . . . . والخر والخراء البشري الذي يحلو للسطحيين تسميتهم "معارضة سورية"، أن يسموا ذلك وبكل شجاعة وكما يضمرون ب”الغزو الشيوعي”، حتى يكونوا منسجمين مع أنفسهم وواضحين مع أتباعهم من البلداء والانتهازيين والوصوليين والمنبطحين والحكام الخائفين على عروشهم من الاستئصال الجماهيري.
فصمود الشعب السوري وقيادته الحكيمة قد أحبط كل المحاولات المغرضة للامبريالية العالمية بمخططها الجهنمي ل"مشروع الشرق الأوسط الجديد"، وهو ما يسهر على تنفيذه رعاع الخليج بمسميات تتخذ تارة اسم "داعش" وتارة اسم المعارضة السورية وتارة مليشيات داعس والغبراء وأنصار عام الفيل والنجاشي. . . . . . بتواطؤ الرجعيات العربية من خدام أمريكا الدكتاتوريين، ومباركة ودعم تضليلي للحركات التروتسكية عاهرة الامبريالية. فبعد الفشل الذريع في تمزيق سوريا البطلة وتقسيمها إلى إمارات داعشية على دول الجوار، ومحاولة إفراغها من شعبها عن طريق تشجيع الهجرة إلى الفردوس الملغوم، مجهول المصير، للعيش على التسول، وجمع الصدقات تحت مآسي التجويع، والبرد القارس، والميز العنصري، وهدر الكرامة الإنسانية وكل أصناف الإهانات، لتسويقها سياسيا باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان. بينما تعيش شعوب كل من السعودية وقطر وكل جزر التخلف في الخليج في ظل أبشع أصناف الاستعباد والاستغلال الفاحش والميز الطائفي وكل أنواع السخرة والعبودية بقيم القرون الوسطى….. فبعد قلب الموازين أصبح أوباما قرد لوبي الرأسمالية الغربية وحلفاؤه من قوى الاستعمار الجديد يقفون الآن مشدوهين حائرين مرتبكين أمام التدخل الدبلوماسي الروسي والعسكري في سوريا بعد أن تم إحباط مناورة أوكرانيا.
لا يفوتني أن أذكر أنه بسبب مناصرتنا للتدخل الروسي لقلب معادلة الصراع في سوريا تعرضنا لمهاجمة أشباه الماركسيين أكثر من تعرضنا لذلك من طرف الليبراليين والخوانجية و"العياشة"، بسبب وضوحنا ومبدئيتنا واستقلال رأينا ورفضنا الدخول في جبة أي كان. ومهما كان غير رؤيتنا المرتبطة بإيماننا برفض كل ما يساهم في تقويض التحرر والتقدم الإنساني والتعايش السلمي بين الشعوب، وذلك باحترام إرادتها وحريتها في تقرير مصيرها انطلاقا من جدلية التاريخ. إنها مفارقة غريبة، فهل قدر مناصري حركات التحرر ومساندة الأنظمة الوطنية ضد الزحف الظلامي القروسطي – الامبريالي – الصهيوني أن ينهشه من يلبس جبة الفكر الماركسي اللينيني مقلوبة باسم حقوق الإنسان المزعومة؟ أم هي الإستراتيجية الجديدة ل"لنيوليبرالية" تدافع عن استمرارها بمسميات تضليلية؟!!!!!!!
وللتذكير فقد سبق لي، وبحزن عميق، أن نعيت نفسي في بعض أساتذتنا في الفكر النضالي الذين زرعوا فينا بذور الفكر الثوري الماركسي اللينيني بسبب موقفهم من" ثورة" العراعير التي خطفهم بريقها أو حساباتهم التكيكية الضيقة في تناقض تام مع كل ما علمونا من فكر مكافح ثوري نضالي صدامي، لكل مظاهر الإستراتيجية الامبريالية في تقاطعها مع الرجعية والظلامية, فهل قدرنا أن نفقد أمثال طيب تيزيني وصادق جلال العظم. . . . . . . . وبعض المبدعين من أمثال مارسيل خليفة وماجدة الرومي. . . . . . . . . . . . . وهل انجلاء الحقيقة السياسية والتاريخية في سوريا البطلة اليوم قادرة على تضميد جراحنا وإرجاع أساتذتنا المحترمين الى الصفوف الأصيلة بنقد ذاتي قادر على خوض الصراع الطبقي على المستوى الاستراتيجي الثوري أمميا لقطع الطريق على كل العملاء بكافة تلاوينهم؟؟؟؟؟؟؟؟
وأخيرا نقول: فإذا كان النظام السوري دكتاتوريا، وإذا كانت روسيا امبريالية، والسعودية وقطر والأردن والإمارات وسلطنات عبيد الأمريكان من المحيط إلى الخليج دولا ديمقراطية، وأمريكا والغرب الرأسمالي رعاة لحقوق الإنسان، والدعشنة مشروعا إنسانيا. والتروتسكية نظرية ماركسية علمية، فمرحبا بدكتاتورية بشار وامبريالية روسيا وتفاهة العلمانية وعدمية الماركسية اللينينية.

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا