حميد دريماخوس :وصلت الرسالة أيها الشيطان بازوزو ... إلى جميع الرفاق و الرفيقات 


...وصلت الرسالة أيها الشيطان بازوزو
إلى جميع الرفاق و الرفيقات 
كما لا يخفى على أحد فالنظام القائم بالمغرب ولد بالقمع وترعرع بالقمع، بقمع الجماهير الشعبية الطامحة للحرية و الانعتاق، ففي كل مرحلة يخرج فيها الشعب المغربي صارخا في وجهه و رافضا للقسمة غير العادلة لثرواتنا الطبيعية و التاريخية المادية و المعنوية، إلا و واجهه بالقمع و التنكيل، حيث كان القمع الدموي نصيب كل الانتفاضات والمعارك النضالية طيلة الستين سنة الماضية _1959، 1963، 1965، 1970، 1973، 1981، 1984، 1990، 2007، 2008، 2011... هذا لأنه وليد العملية القيصرية لنتائج الإمبريالية و التي تتسم بنيويا كونها مرحلة للاستعمار و تقسيم و إعادة تقسيم العالم بالعنف الرجعي، هذه العملية التي جعلته يصوب كل اهتمامه وجهده للحفاظ على أرباح الطغمة المالية و أصحاب كبريات الشركات وكذا تحويل الاقتصاد الوطني و السياسة الداخلية و الخارجية و الثقافة إلى ملحقة مربوطة بالحبل السري إلى الاقتصاد و السياسة الامبرياليتين، خادمة لها، مطيعة لها، وما الهجومات المتتالية المسعورة و غير المسبوقة على جميع القطاعات الحيوية و غير الحيوية للشعب المغربي (صحة، تعليم، سكن، نقل...) ، سوى نتيجة لهذا الارتماء و تطبيقا حرفيا لتوصيات المؤسسات المالية للدوائر الامبريالية (صندوق النقد الدولي، البنك العالمي، بنك باريس،...) هذا من جهة و من جهة أخرى تحويل بلدنا إلى كباريه لممارسة الدعارة و كل طقوس الشذوذ نزولا عند رغبات عفن الدخلاء على الكرة الأرضية و غائط صحراء الخليج، والأكثر من ذلك أن النظام القائم أباح لأسياده الإمبرياليين استهداف موارد و قوت شعوب افريقيا كذلك،(زيارات الكمبرادور الأخيرة)،فتحت ذريعة تأزم الوضع الاقتصادي و تراجع سقوط الأمطار و التغيرات المناخية و غيرها من المبررات الواهية، يتم إثقال و إغراق كاهل الوطن بالديون، ليتم مسلسل سياسات التقشف والاجهاز على جل مكتسبات الجماهير الكادحة ابتداء من الرفع من أثمنة المواد الغذائية الأساسية (شاي، سكر، دقيق، زيت، حليب، خضار، لحوم، بيض، عدس، أسماك،...)، ماء، كهرباء، غاز، ألبسة، أفرشة، تسعيرة النقل، عقار، ثمن كراء المساكن، موازاة مع هذا الارتفاع الصاروخي للأسعار تم تجميد الأجور بل وتخفيضها كذلك، و الرفع من ساعات العمل من أجل زيادة فائض القيمة، بالإضافة لسنه لمجموعة من القوانين الطبقية (رفع سن التقاعد، قانون الشغل، قانون الاضراب..)، ضرب المدرسة العمومية و الدفع بخوصصة التعليم الكلية، و إذا كانت الوظيفة العمومية إلى حدود قريبة تشكل الملاذ الوحيد للأسر من أجل الرفع من المستوى المعيشي فإن النظام القائم يكشر على أنيابه من أجل غرسها بغية القضاء على أحلام أبناء شعبنا و قتلها و رميهم لحافة البطالة و التشرد بمحاولاته سن قوانين و مراسيم للتشغيل بالتعاقد و كذا تعقيد المساطير بالإضافة لجعل الزبونية و المحسوبية تعوض الكفاءات في الانتقاء لولوج مختلف الوظائف بالرغم من قلتها بالمقارنة مع جيوش المعطلين المجازين (سنة 2012 ترشح أزيد من 250 ألف موجز للتوظيف في 8000 أستاذ)..أما الفلاحين الفقراء فحربهم قائمة من أجل امتلاك أراضيهم ففي مجموعة من المناطق يتم تشريدهم وطردهم القسري من أراضيهم و جعلهم ينتظرون ما تجود به السماء من المطر كي يؤمنوا قوتهم فقط من أجل استمرارهم في التنفس.
إن التحالف الطبقي المسيطر لم يدخر أي جهد من أجل نشر ثقافة الفردانية و الأنانية و التفسخ و الانحلال مستعملا لهذا الغرض أبواقه الظلامية و الليبيرالية على حد سواء، و الأقلام المأجورة و الصباغون لطلي وجهه البشع بالمساحيق و تجريم النضالات الشعبية وتشويه صورة المناضلين و تزييف حقيقة الصراع الطبقي ببلادنا مستغلا كل الوسائل كالتلفزة و الراديو و شبكة الانترنت...و كذا تدعيمه لمواسم الدجل و الخرافة، و صرفه لملايير الدراهم لأجل تنظيم المهرجانات/البهارج، و نشره الجهل و الأمية و تخبيل وعي الجماهير الكادحة.
إن هاته الهجمات تتم بمباركة القوى الإصلاحية وأذنابها التحريفية و التي تؤمن بوجود مكان ثالث بين البروليتاريا و البرجوازية أي بين التحالف الطبقي الشعبي و التحالف الطبقي المسيطر فتفضل الجلوس بين كرسيين، حيث تدافع على مواقع العدو وتنشر الانبطاح في أوساط الحركة الجماهيرية أكثر من هذا فهي تجعل من ضرب الفكر الثوري مهمة أساسية لها وهذا ما اتضح أكثر من مرة خصوصا داخل الحركة االطلابية، حيث فضلوا الوقوف بجانب العدو الطبقي للجماهير كالدفاع على الجاسوسة التي تم ضبطها و محاكمتها من طرف الطلاب بكلية العلوم بمكناس، أو التنسيق مع القوى الظلامية أو غيرها من المسلكيات البوليسية... 
وإذا ولدنا في وطن يعيش العبودية فإن النضال الدائم من أجل الحرية ينبغي أن يكون هو عقيدتنا الراسخة و الثابتة، لأن الشعب المغربي بكل فئاته أصبح لا يطيق العيش تحت وطأة هذا الوضع الشيء الذي عبر عنه و يعبر عنه في مختلف المدن و القرى (بمدن الحسيمة وايمزورن بني بوعياش بوكيدان والقرى والمراكز المجاورة ، بني تدجيت ....) إضافة إلى اعتصامات بشوارع الرباط ومقرات وزارات النظام الرجعي ودروب وازقة المدن المتناثرة بربوع الوطن للشباب المعطل حاملي الشهادات بكل جمعياته وتنسيقياته المتنوعة الى مسيرات واعتصامات الاطر خريجي برنامج 10000 اطار وتنسيقيات الاساتذة المتدربين الى حركة احتجاج الموظفين والمستخدمين وحراكهم المناهض لخطة التقاعد وتفكيك الوظيفة العمومية ... وفي المعامل و المناجم (مناجم جبل عوام، اعتصام ايمضار ضد الكارتيل الاقتصادي للاسرة الحاكمة، اعتصام عمال ضيعة الشرقاوي بالجنوب،إضراب عمال شركة النظافة أزون بتاوجطات...)، وفي الجامعات (مكناس، فاس، أكادير، الراشدية، مراكش، تطوان، القنيطرة...) و ذلك بخوضه لمعارك نضالية بطولية طويلة النفس بالرغم من كونها تفتقر للتأطير و القيادة الثورية إلا أنها تعتبر معارك ضرورية لأنها تعد من بين اللبنات الأساسية لتبلور الوعي الثوري الضروري لانتزاع السلطة السياسية من مخالب الرجعية..
و باعتبار العصر الحالي هو عصر للتخطيط فالنظام القائم اختار القوى الظلامية (العدالة و التنمية) نظرا لجهلها و "جرأتها الشعبوية، و بلادتها واستغلالها الدين في الدعاية السياسية، كي تقود الهجوم الشرس على قوت الجماهير لتظهر هي في الواجهة في عملية مكشوفة للخداع و إبعاد رمز النظام عن المسؤولية في ما يقع من جرائم و مجازر ترتكب في حق البلاد و العباد، وتحميلها لعصابة المجرم بنكيران وجعل الكمبرادور يلعب دور السوبرمان ،منقذا/مخربا للوطن، في كل مرة يصنع فيها مسرحية جديدة_مشكل_عقدة_صراع واستعصاء_ثم يأتي دورالبطل/ محمد السادس لتقديم الحل السحري.وإن تجرأ على محاولته خوصصة التعليم و الوظيفة العمومية وباقي القطاعت الحيوية فإنه كان ينتظر بالتالي ردة فعل أوسع الجماهير ما يعني وضعه لسيناريوهات المواجهة من قبل بتهييئه للأسطول القمعي وتنظيم عمليات الاغتيال الممنهجة و المنظمة للمناضلين طحنهم (الشهيد محسن فكري) أو شنقهم (الشهيد نور الدين عبد الوهاب) أو حرقهم ( الشهيدة فدوى العروي، مي فتيحة...)أو تركهم يفقدون أرواحهم بالاضرابات عن الطعام (مصطفى المزياني)..، وكذا اعتقالهم و الزج بهم في أقبية السجون، وتسليط كلابه لقمع الجماهير، ترهيبها و تخويفها، و ما شدة الهجوم على الحركة الشعبية الجماهيرية و بالخصوص الحركة الطلابية و التي نالت النصيب الأوفر سوى التمظهر الواضح و الذي لا يقبل أي شك في أن المرحلة التي نجتازها لها خصائصها المميزة لها، و التي يجب استيعابها بوضوح و هي أن النظام القائم يصبح أكثر فاشية كلما اشتدت أزماته الداخلية الشيء الذي يستدعي من الرفاق و الرفيقات المزيد من التراص، من التنظيم، من الوعي، من الصمود، و الاستعداد لتقديم التضحيات الكبيرة، فالأهداف العظيمة لن تتحقق سوى بالتضحيات العظيمة...ففي ظرف موسم واحد تم اعتقال ازيد من 200 طالب في مختلف المواقع الجامعية منهم من تم الافراج عنه و منهم من تم الاحتفاظ به رهن الاعتقال و منهم من هو متابع في حالة سراح مؤقت بالإضافة لعدد كبير من الملاحقين، أما الرفاق المعتقلين فقد غصت بهم سجون الرجعية (مكناس، فاس، مراكش...)و لأنه يملك جهاز الدولة في شقيها العسكري و القانوني و المحاكم فإن النظام القائم يتفنن في طرق ذبح حرية رفاقنا الأبطال و رفيقاتنا البطلات و ذلك بتوزيع قرون من السجن عليهم بعد مسلسلات من المحاكمات الصورية في سادية ما بعدها سادية ، كان أخيرها و ليس آخرها الرفيق القاعدي زهير بلعياش إذ بجرة قلم تم الحكم عليه بثمان سنوات من السجن النافذ و غرامة مالية. الرفيق كان معروفا لدى أوسع الجماهير الطلابية بالكليات الثلاث _العلوم، الآداب، الحقوق_ بقتاليته العالية ، بحرقته التي قل نظيرها، بتفانيه في الدفاع عن مصلحة الجماهير الطلابية المادية و المعنوية بالإضافة إلى تحليه بالأخلاق العالية، و هو الذي قضى من قبل ستة أشهر في تجربة اعتقال ماضية سنة 2015، و قبله تم توزيع أزيد من ستين سنة 60 وغرامة مالية بملايين السنتيمات في حلقتين على رفاقه في الدرب حيث تم الحكم على الرفاق(حسن أهموش، سفيان الصغيري،حسن كوكو، منير أيت خافو) بعشرين سنة و ذلك سنة 2012، ثم 40سنة لمجموعة الرفيق الصلب إبراهيم الطاهري (ياسين رحال، إبراهيم قاسمي، رضوان العلمي، حمزة الحمدي) من بينها 14 سنة للرفيقات الصنديدات (إكرام بورحيم، زكية بيا، فاطمة الزهراء الساحقة،) بعد تلفيق مجموعة من التهم الواهية لهم، ليضيف سنتين للمناضل إسماعيل أغزاف في ذات الأسبوع، في حين لازال الرفيق عبد الغني الرزاقي بدون محاكمة إلى غاية الان، فقط هذا ماجادت به ساديته على مستوى موقع مكناس و قس على هذا المنوال في المواقع الأخرى (ظهر المهراز، سايس، مراكش، أكادير...)
ففي الوقت الذي يحاول اقناعنا بمسرحية الانتخابات و "صعوبة" تشكيل الحكومة نظرا لأنه يعبد الديمقراطية نقول له بأن عورته مكشوفة للعالم لأننا نؤمن بأن الديمقراطية تأتي فقط من أفواه البندقية.. لتبقى حقيقة ما يقوله عن نفسه هي ما كان يقوله الشيطان الآشوري " أنا بازوزو بن حنبو ملك أرواح الرياح الخبيثة ، التي تخرج عنيفة من الجبال و تفعل الخراب، هو أنا" لنرد كذلك نحن بقولنا : " إن اغتيالات الرفاق و قرون السجن و هجومات تجليات الحظر العملي أبدا ماكانت لتوقف زحف أبناء هذا الوطن في مسيرتهم الثورية، فشهدائنا بوصلتنا، و معتقلينا شموعنا، فواهم من يعتقد أن الثوار سينزاحون و لو قيد أنملة على خط الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ".
عاشت نضالات الشعب المغربي
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين
عاشت الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية
حميد دريماخوس
 يناير 2017 -10 

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا