بكل الأسى لقد فقدنا رفيقا معلما نحن في أمس الحاجة إليه:حميد دريماخوس


بكل الأسى لقد فقدنا رفيقا معلما نحن في أمس الحاجة إليه
×××××××××××××××××××××××××××××××××××
فأي قلب توقف عن الخفقان..

×××××××××××××××××××
حميد دريماخوس 
16. ماي 2017
تواجه الحركة الجماهيرية هجوما شرسا من طرف النظام القائم، (حراك الريف، بني تجيت، تالسينت، عمال جبل عوام، الأساتذة المتدربون، الحركة الطلابية...) ،مسخرا لذلك كل إمكاناته اللوجستيكية، السياسية و الفكرية لإخراس الأصوات و لجم الأفواه المعارضة لسياساته الطبقية و التي تحضر فيها مصلحة حفنة من الناس و تغيب فيها مصلحة الملايين من أبناء هذا الشعب المكافح، (التعليم، الصحة، السكن...)، الشيء الذي سترفضه هاته الملايين و تسعى إلى وضع حد له، الشعب الذي صنع المجد و يصنعه بولادته للمزيد من الساخطين و الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم و كلهم عطشى لمعانقة الحرية، ليبقى هاجس بناء التنظيم الثوري المؤطر لنضالات الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء يؤرق بال كل الماركسيين اللينينيين المغاربة، فهو القنطرة الوحيدة للعبور من ضفة النضالات العفوية و المشتتة في الزمان و المكان إلى ضفة الفعل الثوري المنظم على المستوى الوطني، من ضفة الاستعباد إلى ضفة النظام الوطني الديمقراطي الشعبي، من ضفة دكتاتورية البرجوازية الكمبرادورية إلى ضفة الدكتاتورية الشعبية الدمقراطية الثورية ذات الأفق الاشتراكي.
إن ما شهدته بلادنا خلال العشر سنوات الأخيرة كان تمظهرا لواقع التناقضات البنيوية المشدودة لبنية الرأسمال العالمي، تتحرك بتحركه، تتطور بتطوره و تتغير بتغيراته سواء كانت تغيرات طفيفة أم كبيرة، فالأزمات الدورية للاقتصادات الرأسمالية كانت دائما تحرك البلدان الامبريالية للبحث عن كل السبل الممكنة لإرجاع الموازين الاقتصادية إلى سابق عهدها، هذا البحث المستمر لطالما كان يجد حلا له في بطون الجوعى من شعوب العالم، فكبريات الشركات المصابة بالتضخم لا تجد سوى إعادة اقتسام الأرض باعتباره المرهم الوحيد الذي يعيد دوران ماكينات الاستغلال للدوران من جديد، ماكينات الصناعات والبناء، ما تطلب خوض هذه الحروب اللصوصية الجارية حاليا خصوصا في الشرق الأوسط، افريقيا.. و باعتباره نظاما تبعيا للدوائر الامبريالية فإن النظام القائم ببلادنا يسهر على تطبيق كافة املاءات أسياده الامبرياليين على كافة الأصعدة، فعلى مستوى الاقتصادي فهو لا يذخر أي جهد من أجل فتح المزيد من الأبواب لدخول الرأسمال الأجنبي و تمتيعه بكل ما يحتاجه في كافة الجوانب-تأهيل اليد العاملة-ترسانة قانونية مناسبة تسيل اللعاب للاستثمار\الاستعمار-إعفاءات ضريبية...)، خوصصة مجموعة من القطاعات الحيوية (التعليم، الصحة..)، الاجهاز على صندوق المقاصة، أما على المستوى السياسي و الفكري فالنظام يستمر في تشديد الخناق و قمع الحركة الجماهيرية المناضلة و الصامدة بتسليطه لأساطيله القمعية لاغتيال المناضلين و اعتقالهم و الزج بهم في غياهب السجون و كذا تدعيمه لجيوش المندسين و العملاء الإصلاحيين و الانتهازيين لنشر أفكار المهادنة في صفوف أوسع الجماهير، هذا من جهة، أما من جهة أخرى فالنظام القائم أصبح آلة تحكم في يد أسياده أو فوهة مدفع تنقاد لقذف شعوب إفريقيا، ففي محاولة لرسم خرائط جيوسياسية أخرى أكثر تناسب مع جموح الراسمال الأمريكي و الاروبي بتحويل مسار الطريق إلى مصادر المادة الخام خصوصا الطاقية منها من الشرق الأوسط إلى افريقيا، كحل (بديل) لفك الحرب بين الأصدقاء ( حلف أمريكا و حلف روسيا) يبقى نظام العمالة روبوه منفذ للتعليمات و ما مصادقته على مشروع أنابيب الغاز التي ستمر من نيجيريا إلى أوروبا عبر المغرب، الاتفاقيات المبرمة مع البلدان الافريقية..، و ضخ الملايير من الدراهم في اقتصادات هاته البلدان إلا دليل على هذه العمالة، في و قت تستمر فيه معاناة شعبنا من ويلات البطالة و الفقر المدقع، من البرد و الحر، من الدعارة و الامراض والقتل البطيء، من القمع و التقتيل الممنهج...
إن نضالنا المقدس من أجل تحرير البروليتاريا و تشييد المجتمع الاشتراكي يتطلب منا الصبر الشاق الضروري في ممارسة الدعاية السياسية الثورية و التحريض السياسي الثوري، يتطلب منا شق أغشية الفكر البرجوازي و الرجعي المقيت في صفوف الحركة العمالية و الشعبية عموما، و مواصلة بدل المزيد من الجهد من أجل إيجاد مختلف المنافذ لدمج الحركة الماركسية اللينينية بالحركة الجماهيرية، هذا الدمج لن يتم إلا ببناء حلقة الوصل بين سماء التنظير و أرض الممارسة العملية و هي الحزب الثوري الماركسي اللينيني، إن هذه الغاية العظمى قدم من أجلها شعبنا خيرة أبناءه طيلة الستين سنة الماضية قرابينا للحرية، منذ سبعينات القرن الماضي حتى غاية الراهن الجاري، فمادام الوعي الطبقي للبروليتاريا لا يأتيها من داخل نضالها الاقتصادي فإن الدور الهام في إيصاله لها ملقى على عاتق المثقفين الثوريين، و الذين هم على استعداد دائم للموت ما تطلبته ذلك شروط النضال، كما كان يقول الشهيد غسان كنفاني فلا يهم كيف و متى و أين تموت بل المهم هو أن تجد القضية التي تستحق الموت من أجلها..
ففي سياق التمرد الجماهيري العارم سنة 2011 ضد الأوضاع المزرية و انبثاق حركة عشرين فبراير، فقدنا الرفيق عدولي لحسن أو الرفيق جبيلو في 16 ماي 2011 بمعية الرفيقة سعاد عطار و والدتها في فاجعة لازال خنجرها يخترق ظهورنا ووجعها يملئ صدورنا، فاجعة تركت قلوبنا منقبضة على الدوام، و عائلتين مكلومتين، إثر حادث سير في الطريق قرب مدينة العرائش. و قبلهم الرفيق مبارك ايت القاضي، و بعدهم الرفيق العربي وكلهم خريجي المدرسة القاعدية...فقدنا الرفيق جبيلو، الرفيق الطيب و الصادق، الرفيق الذي كان يحترمه العدو قبل الصديق، فقدنا معلما لجيل بكامله، فقدنا الرفيق الذي وهب حياته للثورة منذ سنوات دراسته الإعدادية و الثانوية، فقدنا قائدا لطالما كان مدافعا شرسا على خط العمال و الفلاحين الفقراء، مدافعا على الروح الثورية و الأممية للماركسية اللينينية، فقدنا الرفيق الواضح المواقف و المدافع عنها بكل شراسة، فقدنا الرفيق الذي لطالما كان يصر كل الإصرار على ضرورة التعامل مع قضايا الثورة بكل الجدية المطلوبة ونبذ النمائم، و رفع المستوى النظري و السياسي لتحصين جهود البناء و الارتقاء به كي يليق بعظمة المهام الملقاة على عاتق الماركسيين اللينينيين، و لتأدية الأدوار الطليعية، فالحزب الطليعي لن يبنيه سوى مناضلين طليعيين، و لأننا نؤمن أشد الايمان بأن حجم التراكمات لا يضيع أبدا فسيأتي اليوم الذي سيتعرف فيه شعبنا على هؤلاء الأبطال الذين سقطوا في ريعان شبابهم، ستعرف الطبقة العاملة المغربية بأسرها كم كان هؤلاء الأبطال يدافعون عنها واهبينها حياتهم من أجل حريتها..وإننا إذ نستحضر ذكراهم، ذكرى شهداء ماي - الشهيدين عبد الرحمان الحسناوي و محمد الطاهر الساسيوي - وباقي الشهداء الخالدين إلى الأبد في أفئدتنا ببالغ الألم فإنه من الواجب التأكيد المطلق على أنه بدرجة الألم و الحزن لفقدانهم و بعدد قطرات دموع أمهاتهم و أقربائهم سنقبض على الجمر لنرد الثأر و نواصل دربهم المضيء حتى النهاية لأن القضية تبقى قضية الأحياء و ليس الأموات..
المجد والخلود لكافة شهداء الشعب المغربي
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين
عاشت الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية
حميد دريماخوس 
16 ماي 2017

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا