توضيح لابد منه على ضوء مستجدات معركة الرفيق عادل أوتنيل


توضيح لابد منه على ضوء مستجدات معركة الرفيق عادل أوتنيل
30 يونيوه 2016
لم يكد الرفيق عادل أوتنيل يستريح من ضراوة معركة مناقشة أطروحة الدكتوراه، ويفسح للفرحة مجالا في حياته، وهو يقطفها بميزة "مشرف جدا"، مع إستحضار ما يعانيه من إعاقة جسدية ومن فقدانه للأب ومعيله الوحيد منذ زمن بعيد. حتى وجد نفسه مرة أخرى عرضة للإستهداف من لدن السلطة في حقوقه الإجتماعية، بالزحف على مكتسبه في "بطاقة الإنعاش" وسحبها منه، وبالعمل على تهديم كوخه البدائي جدا، دون تمكينه إسوة بسكان "دوار العسكر" ممن هدمت أكواخهم من السكن "البديل"، ناهيك عن ضرب حقه في الإستفادة من التطبيب والرعاية الصحية بدون أدنى مراعاة لوضعه الصحي الخاص وإعاقته الجسدية التي رافقته طوال حياته. ليقرر الدكتور والأديب والكاتب عادل أوتنيل خوض معركة الإعتصام والإضراب المفتوح عن الطعام حتى إنتزاع حقه في السكن والشغل والصحة، وتحصين أدنى شروط العيش الكريم له.
فبتاريخ 14 ماي 2016 دشن الرفيق عادل أوتنيل معركته البطولية بفتح إعتصام دائم وقار أمام الثكنة العسكرية المتواجدة على مقربة من مدخل الساحة الجامعية ظهر المهراز، قبل أن ينقله لمقاطعة "سيدي ابراهيم" حيث تعرض لمختلف أشكال الإستفزاز والتضييقات والتنكيل، الذي وصل حد الإعتداء البدني عليه. ليكون الترهيب سلاح السلطة حينها لكسر معركته، وهو ما تصدى له عادل بكل بسالة، مسنودا برفاقه وأصدقائه المخلصين، ممن جعلوا من معركته معركتهم.
أمام سياسة الأذان الصماء التي نهجتها السلطة في التعاطي مع مطالب عادل البسيطة والمشروعة، والتي تهم حقه في السكن والشغل والصحة. والرهان على إستنزافه وحصار صوت معركته، تقدم المناضل عادل خطوة للأمام في المعركة بنقلها للشارع والإعتصام في واجهة مبنى ولاية فاس-مكناس بتاريخ 13 يونيوه 2016، والتصعيد منها بدخوله في إضراب مفتوح عن الطعام. فلم تنل منه إستفزازات الاجهزة القمعية، ومحاولات مصادرة عُدة معركته (لافتة..) كما لم تهد منه حرارة الجو المفرطة.
خلال هذه الفترة تعرض الدكتور عادل خاصة بعد تجاوزه للشهر في إضرابه عن الطعام لإغماءات عدة، نقل أثناءها لمستشفى الغساني، حيث خضع لبعض الفحوصات، ومنه يعود كل مرة لمعتصمه، بعد ان يكون الجميع قد وضعوا أيديهم على قلوبهم خشية فقدان هذه القامة الأدبية والإنسان المبدع والمناضل القوي.
على مسار معركة الدكتور عادل أوتنيل الطويل والشاق هذا، إنخرط "رفاق وأصدقاء عادل أتنيل" بكل مبدئية وصدق نضالي في المعركة منذ فجرها الأول، دفاعا عن حق الدكتور في توفير أدنى شروط العيش الكريم له، وإنتصارا لحقه المقدس في الحياة. فكان التواجد الدائم إلى جانب الرفيق عادل في معتصمه، من أمام الثكنة العسكرية، للمقاطعة الإدارية "سيدي ابراهيم"، إلى المعتصم أمام ولاية فاس-مكناس. وكسر الحصار المضروب على معركته ومحاولات خنق صوتها، بإطلاق حملة تضامن واسعة على شبكة الأنترنيت، ما ساهم في خلق رأي عام ضاغط ومتتبع للمعركة بشكل جيد، تجاوز الوطن لخارجه. فتحولت صفحات المناضلين "رفاق وأصدقاء عادل أوتنيل" على الفايسبوك لمصدر أساسي للعديد من المناضلين خارج فاس، ولمجموعة من المنابر الإعلامية الإلكترونية في نقل وتتبع مستجدات معركة عادل البطولية.
وإلى جانب الدعاية الإعلامية والتحريض والتعبئة لصالح معركة الرفيق عادل، والتواجد الميداني إلى جانبه في معتصمه بمختلف الأشكال النضالية. ساهم "رفاق وأصدقاء عادل أوتنيل" في الدفع بمعركته أماما، وتطويرها بخوضهم لأشكال نضالية متفرقة في فاس وخارجها، توجت بيوم نضالي يوم 26 يونيوه 2016، عرف وقفة أمام البرلمان، وتسيير قافلة تضامنية ليلا نحو فاس، ثم الدعوة لمسيرة وطنية كان من المزمع تنظيمها السبت القادم (02 يوليوز 2016). 
تطورات المعركة هاته وعدم نجاح أسلوب الترهيب والتهديد في حق الرفيق عادل، والتنامي المضطرد في الوعي الشعبي حول الجريمة الممارسة في حق عادل أوتنيل، فرض على السلطة أن تلعب لعبة جديدة، سبق وأن جربتها في مناسبات عدة، لعل معركة الأساتذة المتذربين أقرب إلى الذهن، فنذهت على إطفائييها، كل أملها، وخذمها وحشمها، ممن لايزالون يتحدثون وإن كذبا لكنة "يسارية" و "نضالية" مضللة لبسطاء الناس، لأداء المهمة. فنبثت كالفطر في الأيام الأخيرة من المعركة "مبادرات" مشبوهة، وضعت خدمة النظام والتنفيس عنه هدفا لها، لا القتال إلى جانب عادل من اجل حقوقه، وإن درفت دموعا خادعة عليه وعلى حياته المهددة. فكان النضال ضد محاولات جر المعركة خارج الأشكال النضالية الميدانية المؤثرة والضاغطة والكفيلة بحسم المعركة لصالح دكتورنا، نحو أساليب مفضوحة وباردة جدا، كجمع التوقيعات وتضييع الجهد في العرائض، في محاولات بائسة للعودة بالمعركة للخلف، بما ينسف عمليا ما حققته من تراكمات منذ بداياتها، او محاولات جرها من الميدان الملتهب نحو القاعات و "النضال" بالألفاظ والتمنيات. فهل علا في غفلة من الزمن صوت نشاز على صوت المعركة ؟
في يومه الخامس والأربعون (45 يوما) من معركة الإضراب المفتوح عن الطعام، الذي يكون عبره الرفيق عادل قد قطع مسافة طويلة وهامة في معركته، بكل قناعة أن لا يموت إلا ندا، ولا يحيا إلا منتصرا، وهو المستعد دوما وأبدا على قتال أعدائه، أعداء الشعب، ولو بأظافره. وفي وضعية صحية متدهورة للرفيق، ستظهر في الساعات القليلة الماضية "مبادرة" عنوانها "تعاطف" إحدى شركات –لصوص- العقار مع الدكتور عادل (كذا)، واجدة في بعض "المناضلين" و "مبادرتهم الوطنية" (جدا) قنطرة عبور إلى الرفيق عادل، مستغلة وضعه القاسي، وعدم معرفته لمن يخاطبه من خلف ستارة "المبادرة الوطنية" التي إرتضت لنفسها دور القناع، لتقديم "حل" يجيب عن "مطلب السكن" للرفيق. حل، هو في ميزان السياسة: تنفيس عن النظام، وحفظ كبريائه الذي أركعته معركة الصعلوك. حيث إنكشف أن الكثير من المتزاحمين على كوخه القصديري للنواح وإلتقاط الصور، "قلوبهم" مع عادل، وسيوفهم مع النظام.
إننا "رفاق وأصدقاء عادل أوتنيل" إذ نتقدم للرأي العام بهذا البلاغ التوضيحي حول معركة الدكتور عادل، نسجل أنه الوحيد صاحب القرار الأول والأخير في المعركة، وأنه لا يمكن مبدئيا ونضاليا وأخلاقيا إلا إحترام قراره في فك الإضراب عن الطعام وتوقيف إعتصامه، متوجهين له بالتحية على صموده، معتزين بنضاله، مهنئين له على إنتزاع حقه في السكن. معلنين للجماهير وكل المتعاطفين مع الدكتور عادل أوتنيل عن تعليق المسيرة الوطنية ليوم السبت 02 يوليوز 2016 التي تمت الدعوة لها سابقا، كجزء من البرنامج النضالي الجماهيري إلى جانبه، نظرا لفك رفيقنا الغالي عادل لإضرابه وإعتصامه. 
إن التاريخ سجل للرفيق عادل كفاحيته، وللمناضلين الأحرار مبدئيتهم في التضامن معه، كما عرا المسترزقين وبيادق النظام على حقيقتهم.
التنسيقية الوطنية لرفاق وأصدقاء عادل اوتنيل

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا