بيان جورج عبد الله الموجه إلى لقاء التاسع عشر من آذار في باريس


بيان جورج عبد الله الموجه إلى لقاء التاسع عشر من آذار (مارس)

----------------------------
جورج ابراهيم عبد الله مناضل عربي ثوري اعتقل في فرنسا عام 1984 بطلب أمريكي ولا زال إلى الأن يقبع في سجون الامبريالية الفرنسية

----------------------------
وجه المناضل العربي والأممي المعتقل في السجون الفرنسية الرفيق جورج عبدالله بياناً إلى لقاء التاسع عشر من آذار في باريس، والذي حمل عناوين التضامن مع الأسرى السياسيين في العالم، مطالباً بضرورة الافراج عن المناضل جورج عبدالله من السجون الفرنسية.
الرفيقات والرفاق، الصديقات والأصدقاء
اجتماعكم اليوم، من توجهاتكم المتعددة، يثلج الصدر ويملؤني قوة وحماسة. وهذا ليس مجرد كلام مجاملة. فكما ترون أيها الرفاق، البقاء خلف هذه الجدران البغيضة منذ عقود عدة، يجعل الكلام حول هذا الموضوع في مثل هذه الظروف أكثر صدقاً من المعتاد.
في الواقع، لقد تابعت باهتمام وشغف كبيرين المبادرات المختلفة التي تمكنتم من تطويرها في الآونة الأخيرة. بالتأكيد، إن تنسيق مختلف أشكال التضامن ليس دائم سهل التنفيذ. ومع ذلك، فإن تجدد التوترات الاجتماعية، والتعبئة المستمرة لطاقات الشباب والنقابات، يدعمان بشكل أو بآخر الجو العام للنضال، ما يؤدي عموما إلى تبادل الأفكار والخبرات المحلية، وبالتالي إثراء النشاطات المواجهة لتعبيرات الثورة المضادة. وبطبيعة الحال، مثل هذا الجو النضالي ينعش الذاكرة الجماعية حول الإرث الوطني والأممي لنضالات الطبقات الشعبية، ولعلّ التجارب الثورية الناجحة في هذا المجال لا تعد ولا تحصى...
أيها الرفاق، لطالما لم أملّ من تكرار القول إن "التضامن على أساس النضال الطبقي الجاري، وفي كل أبعاده، هو الذي يوفر الدعم الأكثر فعالية للرفاق الأسرى"، وإنه "معاً سننتصر ولن ننتصر إلا معاً".
نحن اليوم نعيش جميعا تحت هيمنة رأس المال المعولم. ما من بلد بمنأى عن الآلية المدمرة لهذه الهيمنة. بالتأكيد الآثار تختلف من مكان إلى آخر، من باريس إلى القاهرة أو لندن أو الجزائر أو موسكو أو دمشق. ومع ذلك، فإن هذه الهيمنة تنشر وتوسع التمايز الطبقي، وبالتالي تخلق الديناميات الخاصة بالنضال الطبقي في المواضع العينية الخاصة. وهذا، على المستويين الإقليمي والعالمي، لدرجة أن استراتيجيات مختلف أقطاب الإمبريالية باتت معروفة بسهولة على هذا النطاق.
وبطبيعة الحال، تجدر الملاحظة إلى أن مركز ثقل الطبقة العاملة انتقل من مراكز هذا النظام الإمبريالي المعولم إلى دول الأطراف. بالتأكيد، ليس هذا الوقت ولا المكان المناسبين للتوسع في هذه المقاربة، إنما أكتفي في السياق بالإشارتين المذكورتين أعلاه. وهذا هو بالضبط، في الإطار نفسه، ما يؤكد أن الجماهير الشعبية (البروليتاريا وسائر المسحوقين) في أحياء المدن في الدول الإمبريالية تحتل مكانة ذات أهمية خاصة. بطريقة ما، يقع على عاتقهم تشكيل صلة الوصل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط...
بالتأكيد ثمة مجال لخيارات مستقبلية أخرى خارج الخضوع لإملاءات الإمبريالية، التي نرى، على مرّ الأيام، نتائجها السلبية في شكل تدمير مدن بأكملها، وتقطيع أوصال الدول، بالإضافة إلى مواكب القتلى والنازحين و غيرهم من المهاجرين.
أيها الرفاق ، تستمر فلسطين في هذه الأيام بتقديم حصتها من الشهداء الشباب. المقاومة تستمر، وبالتأكيد هي مستمرة طالما استمر الاحتلال . وبطبيعة الحال الجماهير الفلسطينية يمكن أن تعتمد أكثر من أي وقت مضى على تضامنكم الفعال. بالطبع ، فهي تدرك جيدا موقف الامبريالية الفرنسية التي تسعى بكل الوسائل لدعم الكيان الصهيوني .
فلتزهر المبادرات التضامنية لأجل فلسطين وانتفاضتها الواعدة!
لتزهر المبادرات التضامنية مع الحراك الشبابي اللبناني!
لتزهر المبادرات التضامنية مع الجماهير الكردية و مناضليها الشجعان!
التضامن، كل التضامن مع المقاومين في المعتقلات الصهيونية، و في زنازين العزل في المغرب وتركيا والفلبين وفي أماكن أخرى من العالم!
الرأسمالية ليست سوى الهمجية، التحية لكل اللواتي والذين يعارضونها بكافة سبل المواجهة!
معاً أيها الرفاق سننتصر، ولن ننتصر إلا معاً
رفيقكم جورج عبد الله
19 آذار 2016

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا