بــمــنــاســبــة الــذكــرى الــخــالــدة لــ 23 مــارس 1965:المعتقلون السياسيون بالسجن المحلي بوركايز بفاس


الاتحاد الوطني لطلبة المغرب

المعتقلين السياسيين للنهج الديمقراطي القاعدي
بالسجن المحلي بوركايز-فاس
اهموش حسن – 19654 
الصغيري سفيان – 19655
إلى جماهير شعبنا..
إلى مناضلي الحركة الطلابية..
بــمــنــاســبــة الــذكــرى الــخــالــدة لــ 23 مــارس 1965
بمناسبة حلول الذكرى الواحدة والخمسين لانتفاضة الشعب المغربي 23 مارس 1965، نخوض نحن المعتقلين السياسيين للنهج الديمقراطي القاعدي خطوة نضالية تتمثل في الإضراب عن الطعام لمدة 48 ساعة من يومه 22 إلى 24 مارس ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً، هذه المحطة البارزة في تاريخ نضال الشعب المغربي نحو التحرر والانعتاق من نير التحالف الطبقي المسيطر التي لعبت أدوارا هامة في كشف حقيقة الاستقلال المزعوم والمؤامرات المرافقة له وتعرية الوجه الحقيقي لدولة المعمرين الجدد وفي نفس الآن تبيان عجز القوى الإصلاحية عن قيادة حركة التحرر الوطني ما دامت هاته المحطة تعتبر بمثابة أعنف صدام مباشر بين الجماهير الشعبية ودولة المعمرين الجدد. وإذ نستحضر هذه المناسبة بعد أزيد من خمسة عقود من الزمن، فإننا نقف على واقع استمرار استهداف النظام القائم بطبيعته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية لكافة مكتسبات الشعب المغربي؛ فامتثالا منه لأوامر/ توصيات أسياده الإمبرياليين والمؤسسات المالية الإمبريالية (صندوق النقد الدولي، البنك الدولي...)، يعمل النظام القائم جاهدا على إتمام مسلسل إلحاق كافة القطاعات الحيوية بركب الخوصصة (صحة، تعليم، نقل، سكن...)، بما في ذلك من ضرب لأبسط شروط الحياة عبر إنزاله لمجموعة من المخططات الطبقية واغتياله لقوت وقوة الجماهير الشعبية الكادحة، الأمر الذي بات مؤكدا من خلال الإجهاز على ما تبقى من صندوق المقاصة، الرفع الجنوني من قيم الضرائب المباشرة وغير المباشرة، كما هو حال فواتير الماء والكهرباء، الرفع الصاروخي من أسعار المواد الأولية والأساسية إضافة إلى استهداف ما تبقى من الوظيفة العمومية، التي كانت لأمد غير بعيد ملجأ لقسط من أبناء الكادحين، ناهيك عما تعيشه الطبقة العاملة من أشكال عبودية مقيتة لرأسمال الإمبريالية مقرونة بالطرد الجماعي للعمال وهو ما تم تتويجه بالرفع من سن التقاعد إلى 65 سنة خاصة مع أجرأة مقتضيات مدونة الشغل وموازاة مع كل ذلك لم يتوانى النظام القائم عن سن عدة قوانين رجعية (قانون الإضراب، قانون الإرهاب...) غاية تكميم الأفواه وتكبيل أي تحرك جماهيري الأمر الذي تباركه القوى الإصلاحية وأذيالها التحريفية بأساليب متعددة توضح في مجموعها وبشكل مفضوح إنخراطها العملي إلى جانب الرجعية في إمتصاص الغضب الجماهيري الشعبي وشرعنة القمع المسلط على الحركة الجماهيرية على وجه العموم ومنها المعركة المفتوحة التي يخوضها الأساتذة المتدربون بمختلف مراكز التكوين بربوع البلاد، كل هذا وذاك يتم تحت غطاء مجموعة من الشعارات الديماغوجية الفارغة (مغرب الإسثناء،مغرب الإستقرار والإستثمار، الحكم الذاتي، الجهوية الموسعة...)، الهادفة أساسا إلى تمويه الرأي العام الوطني مسخرا في ذلك كل إمكاناته المادية والإيديولوجية من أجل طمس ومحورة معالم الصراع بما هو صراع طبقي من جهة ومن جهة أخرى إغتصاب حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره في ما بات يروج له من طرف (وسائل الإعلام،جمعيات،أحزاب...) بــ "المسيرة التنديدية بخطاب بان كي مون" هذه المسرحية- الأكذوبة تثبت بما لا يدع مجالا للشك مشروعية نضالات الشعب الصحراوي في مقابل إخفاق طروحات الرجعية وهشاشة بنيانها.
وإعتبارا للأدوار الهامة التي لعبتها في الإنتفاضة المجيدة 23 مارس 1965 لكونها جزءا لا يتجزء من حركة الجماهير الشعبية، فإن الحركة الطلابية قد شكلت رقما صعبا في معادلة الصراع ببلادنا وذلك من خلال وقوفها سدا منيعا أمام جميع المخططات الطبقية لاسيما مع تبلور المضمون الثوري داخلها الذي استطاع بحق توجيه نضالاتها بالشكل الذي يمكنها من تأدية أدوارها كرافض من روافد حركة التحرر الوطني، ففي الظرف الحالي وأمام تزايد وثيرة الهجوم على مجانية التعليم لم تتوانى الحركة الطلابية في تفجير معارك نضالية في مجموع المواقع الجامعية (الرشيدية، آكادير، فاس-سايس، مكناس، تطوان، وجدة، فاس-ظهر المهراز...)، مما حدى بالنظام القائم إلى تشديد وثيرة الحظر العملي على المنظمة الشامخة إما بشكل مباشر من خلال العسكرة الدائمة المفروضة على بعض المواقع الجامعية، تدخل شبه المستمر لترسانته القمعية وتكسير جماجم الطلاب والمناضلين وتوسيع هامش الإعتقالات التي بلغت أعدادا مهولة، أصبحت معها السجون بمثابة ملحقات جامعية، وإما بشكل غير مباشر عبر تسخير النظام القائم لحلفائه الموضوعيين وفق ما يقتضيه كل ظرف تشهده الحركة في مسارها ولعل السعي الحثيث لبعض القوى إستغلال ضيق أفق التوجه البيروقراطي لجر الحركة الطلابية وثلم نصلها الثوري ليؤكد جسامة المهام الملقاة على عاتق النهج الديمقراطي القاعدي باعتباره هو القيادة الفكرية والسياسية للحركة الطلابية للدفاع عن كفاحيتها وتقدميتها.
ومن موقعنا كمعتقلين سياسيين للحركة الطلابية فإننا نرى من واجبنا تعرية واقع السجون التي وللأسف تملأ كل أرجاء البلاد فكما هو معلوم بأن رأسمال بات يقتحم كل المجالات، فإن السجون هي الأخرى أصبحت وجهة للإستثمار الخاص، حيث يعمل النظام القائم على تفويتها إلى قطاع الخواص من خلال تخويل شركات خاصة صلاحيات المتاجرة على كاهل العائلات ولإستثمار في حرية ومعاناة السجناء فبالإضافة إلى ما تعرفه السجون من شروط حيوانية في الايواء (إكتضاض،إنتشار الأوبئة،الامراض المعدية، الصراصير والباعوض، غياب المتابعة الطبية...)، وأشكال القمع والتعذيب، يتم في هذه الأثناء إستنساخ التجربة الأمريكية المعتمدة في سجن غوانتانامو بالشكل الذي يمكن من إحكام السيطرة وتكبيل وأفواه السجناء ليتعزز بذلك دور هاته السجون في إذكاء الحقد والذغينة اتجاه المجتمع وتفريخ أفواج تلو الأخرى من القنابل الموقوتة المؤهلة بحكم تكوينها الإيديولوجي والسيكولوجي لتأدية أدوار لا تنسجم ومصالحها الطبقية.
وإيمانا منا بأن المعتقل ليس سوقا للمتاجرة بالمبادئ أو مزادا علنيا للمساومة بالقضية مقابل عصائد من عدس فإنه من الضروري استكمال النضال داخل السجون من أجل الدفاع عن الهوية السياسية وإحباط كل المحاولات الدنيئة لجعل المعتقل السياسي مجرد رقم في سجلات لجان تفتيش وأجندة النظام القائم وأيضا قطع الطريق أمام كل من يحاول الاسترزاق على معارك المعتقلين السياسيين والاقتيات على أوضاعهم خدمة لمصالح ظرفية ضيقة عملا بمقولة معلم البروليتاريا العالمية فلاديمير لينين: "إن الوضوح الفكري والثباث الفكري هو ما نحتاج إليه في هذا الظرف العصيب." وإذ نقف إجلالا لشهداء 23 مارس المجيدة، نرفع شارة النصر لكل مناضل غيور غلى خط العمال والفلاحين ونعلن للرأي العام الوطني والدولي ما يلي: 
- تشبتنا بـــــــ: 
- الاتحاد الوطني لطلبة المغرب إطارا للجماهير الطلابية -
-البرنامج المرحلي الإجابة العلمية لأزمة الحركة الطلابية 
- هويتنا الإيديولوجية الماركسية اللينينية 
- المجانية أو الاستشهاد كشعار تكتيكي 
- تضامننا المطلق مــــع: 
- نضالات الشعوب التواقة للتحرر والانعتاق
- الشعب الصحراوي البطل -
-الشعب الفلسطيني الباسل 
- نضالات الشعب المغربي (طلبة، تلاميذ، عمال، فلاحين، أساتذة متدربين...) 
- عائلات الشهداء والمعتقلين السياسيين.
- الجماهير الطلابية التي طالها القمع (فاس-سايس، تطوان، طنجة، مكناس...) 
- تنديدنا بـــــ:
- مسلسل الإجهاز على مكتسبات الشعب المغربي. 
- القمع الذي يطال الجماهير الطلابية بكافة المواقع الجامعية. 
- سياسة الآذان الصماء إتجاه المطالب العادلة والمشروعة للأساتذة المتدربين.
- عزمنا على: 
- مواصلة النضال على درب شهدائنا الأبرار 
عاشت نضالات الشعوب التواقة للتحرر والانعتاق
عاشت نضالات الشعب المغربي
الخزي والعار لكل من ارتد وخان
المجد والخلود للشهداء الأبرار
عاشت أوطم صامدة ومناضلة
عاش النهج الديمقراطي القاعدي منبعا للثوار

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا