ظهر المهراز_ تفاصيل يومين من الهجوم المسعور و الملاحم البطولية -نقلا عن جريدة صوت الشعب


تفاصيل يومين من الهجوم المسعور و الملاحم البطولية”
ما معنى أن تقتحم قوى القمع الجامعة و تستبيح حرمتها للحيلولة دون تنظيم أمسية فنية ملتزمة؟
ما معنى أن تعيد الكرة ليكاد يتحول لأمر يومي معتاد؟
ما معنى أن تستفيق الطالبات على صوت نباح الكلاب المتوحشة، و تخرج من الحي و تلجه تحت نظرات، إهانات، تهديدات، اعتداءات، و تحرش عصابة المرتزقة؟
ما معنى أن يتم حرمان الطالب من التغذية بالمطعم الجامعي لحدود كتابة هاته الأسطر و دون حتى عناء التوضيح؟
ما معنى هدم حي جامعي و تشريد الآلاف من الطلبة؟ ما معنى، ما معنى، ما معنى، … ؟؟؟
هي أسئلة بالإضافة إلى أخرى تتناثر في أذهان الكثيرين، و الطلبة منهم على الخصوص، في سياق أراد له رواد الظلام أن يتسم باجتياح كاسح لمكتسبات و حقوق كافحت و ضحت من أجل تحقيقها و تحصينها أجيال عديدة، و المتتبع للتطورات الحاصلة خصوصا بموقع ظهر المهراز، لابد أن يستشف ما وراء الحصار الخانق الذي يحاول النظام القائم فرضه على من لا يعرف للانبطاح عنوانا، فقد عزم على التحكم بزمام الأمور و فرض قوانين الصراع بحد السيف و توجيه المسار بما يلائم متطلباته. لكن لم تجر رياح الغضب بما تشتهيه سفن النظام، فأغرقها طوفان الجماهير.
اليوم الأول، الثلاثاء 04 نونبر 2014:
استكمالا لبرنامج تخليد الذكرى 23 لاغتيال الشهيد “المعطي بوملي” على أيدي القوى الظلامية في أول يوم من نونبر سنة 1991، تم بكلية العلوم فك الإضراب عن الطعام الذي خاضته الجماهير الطلابية لمدة 24 ساعة، لينطلق التحضير للأمسية الفنية الملتزمة بذات الكلية رغم محاولات وفود القوى الظلامية (النذالة و التعمية) التي حجت إلى الكلية رغم عدم صلتها بالجامعة، نسف هذا الشكل الأوطامي، و في حدود الساعة 14h 15 أبدعت فيالق القمع بمختلف تلاوينها و رتبها فيما عجز مرتزقة “بنكيران” عن تنفيذه، فمن التنكيل و الضرب الهمجيين و الاعتقالات الواسعة، إلى الإرهاب و الاستعراض، مرورا بسرقة و مصادرة كل الممتلكات التي انتزعوها من أصحابها بالقوة، و لم يسلم حتى الفنانون الملتزمون الذين قدموا لإحياء الأمسية من البطش و السرقة، و فيما يلي بعض الأرقام حول المسروقات و الخراب الذي لحق الكلية:
ــ أزيد من 20 محفظة.
ــ 3 حواسيب على الأقل بما فيها حاسوب صاحب جهاز “الصونو”.
ــ 27 لافتة و أعلام وصور الشهداء.
ــ رواق خاص بمعركة الشهيد مصطفى مزياني و عائلات المعتقلين السياسيين.
ــ مصادرة سيارة صاحب جهاز “الصونو” بكل معداتها، و كذلك الوثائق الشخصية و تلك المتعلقة بالسيارة.
ــ تكسير عدد كبير من الكراسي و الطاولات لم يتم التمكن من حصره (إدارة الكلية قامت بإخفاء الكراسي المكسرة مباشرة بعد الاقتحام).
ــ تكسير آلة العود الخاصة بالرفيق “جواد لخضر” الذي كان حاضرا للمساهمة في إحياء الأمسية.
ــ تمزيق ملصقات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و صور الشهيدين “المعطي بوملي” و “مصطفى مزياني” ، مع الإشارة إلى الحفاظ على كل “الملصقات” الخاصة بالقوى الظلامية.
و أمام فظاعة الجريمة المرتكبة، لم تذعن الجماهير الطلابية بمناضليها و مناضلاتها، ولقنت فيالق القمع الدروس في المواجهات رغم قساوة الظروف (المناخية على الخصوص) و الحصار و الطوق المضروب على المركب الجامعي، لتمتد المواجهات التي استمرت لعدة ساعات إلى أحياء (سيدي ابراهيم، حي النجاح، عوينات الحجاج، ليراك، …). هذا و قد حولت قوى القمع ساحات الكليات و كل مرافق الجامعة إلى ثكنة عسكرية حقيقية، فرض عليها حظر التجول غير المعلن و مورست فيها أبشع أشكال الهمجية و السادية في حق الطلاب، و قد أسفرت هاته المواجهات عن اعتقال 25 طالبا تم إطلاق سراح البعض بعد تعذيبهم و استنطاقهم و الاحتفاظ بالآخرين.
ساعات قليلة بعد ذلك، و بعد أن نظمت الطالبات بالحي الجامعي الثاني عدة أشكال نضالية ( نقاشات، تظاهرات، …) مساء، ستعمد إدارة الحي بقيادة بعض “المسؤولين” المشبوهين، و بعد الاستعانة بعصابة من المرتزقة المأجورين ( عددهم بين 25 و 30 فردا ليلا و مثلها نهارا، و كلهم من ذوي الباع الطويل في الإجرام) المدججين بالكلاب و الهراوات الطويلة و السكاكين كبيرة الحجم ( سيتم نشر بعض الصور)، ستعمد إلى الهجوم على الطالبات و الاعتداء بالضرب المبرح و الرفس (انظر الصور) و التهديد و التحرش و السب و الشتم، و حتى التهديد بالاغتصاب و محاولة ذلك، الهجوم الذي تكرر لمرات عدة أمام تحدي الطالبات و استمرارهن في الشكل النضالي، لتحضر قوى القمع على وجه السرعة للمرة الثانية خلال اليوم و تحاصر المركب الجامعي في جنح الظلام، حتى يتسنى لبعض أفرادها اقتحام الحي الثاني و المشاركة في التنكيل بالطالبات و مطاردتهن و تفتيش الغرف، في مشهد يعجز معه اللسان عن وصف بشاعة المجزرة، لنكتفي بالقول أن الطالبات عشن ليلة في سجن “أبو غريب”.
اليوم الثاني، الأربعاء 05 نونبر 2014: يوم ليس كباقي الأيام.
لأن معدن طلبة و مناضلي ظهر المهراز خالص، و لقوة تمسكهم و اعتزازهم بانتمائهم لساحة الشهداء، أبوا إلا أن ينقش هذا اليوم في التاريخ المشرق للقلعة الحمراء، فانطلق اليوم المشهود ساخنا منذ بدايته بمقاطعة الدراسة بكليتي العلوم و الآداب في الحصة الصباحية الثانية في أفق استكمال المقاطعة مساء بكلية الحقوق، و بوقفة أمام باب الحي الجامعي الثاني زوالا تنديدا بالمجازر المرتكبة في حق بنات الكداح، و تظاهرة داخل أسوار الحي الجامعي الثاني كانت متوجهة صوب الساحة الجامعية تعرضت لهجوم من طرف بلطجية النهار الذين انهالوا على الطالبات بالضرب و السب و الشتم و إشهار الأسلحة البيضاء بمختلف أحجامها مع تسجيل حالات إطلاق الكلاب الخطيرة من نوع “PITBULL” عليهن و التلذذ بالمنظر بطرق سادية، كل هذا يتم تحت أنظار و بقيادة بعض “المسؤولين” بالحي من قبيل المدعو “الذهبي” و آخرين الذين عمدوا إلى احتجاز مجموعة من الطالبات بدهاليز الإدارة طيلة اليوم، و موازاة مع ذلك كانت قوى القمع تتوجه على وجه السرعة صوب المركب الجامعي لمعاودة تكسير جماجم الطلاب.
أمام هذه التطورات الخطيرة، و كذا الوضع المزري و الكارثي الذي يعيشه الطلاب، و الحصار و القمع اليومي، و تكثيف الحظر العملي على الإطار الصامد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ستنتفض جماهير طلاب ظهر المهراز، متوجهة صوب باب الحي الثاني المطلة على إحدى الشركات بحي سيدي ابراهيم، حيث وجد باب الحي مغلقا و صرخات الطالبات تتعالى داخله و نباح الكلاب (البشرية و الحيوانية) يحاول التغطية عليها، مشهرين سيوفهم و هراواتهم، لينطلقوا في مهاجمة الطلبة المحتجين خارجا بالحجارة و الأسلحة البيضاء تحت وابل من الكلام النابي و التهديد بالتصفية الجسدية في أحياء مدينة فاس محتمين بالأسوار العالية للحي، و ما هي إلا دقائق معدودة حتى حجت سيارات القمع و شاحناتها إلى نفس المكان محملة بالمئات من عناصرها، و شرعوا في سرعة البرق في الاستعداد لارتكاب المجزرة. و فيما يلي سرد كرونولوجي لتطورات الأحداث طيلة اليوم مرفوقة ببعض الأرقام:
ــ حوالي نصف ساعة بعد منتصف الزوال حجت أزيد من 20 سيارة قمع كبيرة (سطافيط)، سيارات القمع الصغيرة التي تقل بعض كبار رجال القمع، السيارت المدنية التي تحوم حول المركب الجامعي، سيارة الإسعاف، أمام مدخل الحي الجامعي الثاني، لتنطلق المواجهة التي استمرت حوالي نصف ساعة ولت من خلالها قوى القمع الأدبار أمام صمود و إصرار الجماهير الطلابية.
ــ الساعة h13:30 ستعاود أجهزة القمع الكرة، لكن هاته المرة بعد استقدامها لتعزيزات كبيرة، حيث قدر عدد سيارات القمع ب 80 سيارة، بالإضافة إلى حافلتين و شاحنتي (بلير)، و مع استمرار المواجهة لساعات و أمام عجز قوى القمع عن كسر شوكة و عزيمة الطلبة و الطالبات، ستتوافد على مدينة فاس أفواج الدعم، كانت وجهتها كلها قلعة الأحرار ــــ ظهر المهراز، لتضرب طوقا على كل المنافذ المؤدية من و إلى المركب الجامعي (سيدي ابراهيم، الليدو، السلايكي، قنطرة الأطلس، الغساني، ويسلان، …)، حيث تم إغلاق جميع أزقة حي سيدي ابراهيم بسيارات القمع: كل زقاق كانت تغلقه ما بين 12 إلى 15 سطافيط و يتم منع المارة من العبور بهاته الأزقة، و تم استقدام فرقة للدراجين “الصقور” تعدادها ما بين 40 إلى 50 دراجة، و تم التعزيز بشاحنات إضافية “للبلير”، و سيارات الدفع الرباعي و سيارات مليئة برجال القمع بالزي المدني يحملون الهراوات و الأسلحة البيضاء، كما تم استقدام حافلات للنقل الحضري محملة بعناصر القمع، و سيارات الإسعاف، و شوهدت شاحنات تحمل رشاشات المياه. و مع توالي الساعات لقنت الجماهير الطلابية للنظام القائم دروسا ستبقى محفورة في ذاكرته، في التشبث بمعركتها و ساحتها و شهدائها، في الاستبسال و الروح القتالية العالية، في فنون “الكر و الفر”، … لتنتقل المواجهات إلى رحاب الكليات الثلاث و الحي الشعبي المجاور “الليدو”، الذي أبدى أبناؤه تعاطفهم مع الطلبة و انخرطوا في المواجهات في تلاحم معهود بين الاثنين، المواجهات التي استمرت حتى بعد انسدال الليل لتكون قد دامت أزيد من سبع ساعات، ارتكبت خلالها قوى القمع الجرائم و الفظاعات، حيت تم تكسير كل الدراجات الهوائية و النارية و السيارات التي كانت متواجدة بمرآب كليتي الحقوق و العلوم و أمام الباب الرئيسي لكلية العلوم الذي تم تكسيره هو الآخر، و نفذت اقتحامات واسعة للمنازل بحي “الليدو” (الأرقام الأولية تشير إلى حوالي 16 منزلا) محدثة الخراب بها مع الاعتداء على أصحابها بطريقة انتقامية بالإضافة إلى حملات التفتيش الدقيق و المستفز و ضرب و سحل كل من ثبت أنه طالب و الاعتقالات العشوائية التي طالت الطلبة و الطالبات و أبناء الحي المجاور و بعض المارة و التي لم يتم التعرف على أعدادها أو مصيرها لحدود الساعة.
في مقابل الجرائم المرتكبة في حقها، أثبتت الجماهير الطلابية مرة أخرى أنها لن تكون لقمة سائغة للنظام و أذياله، فبالرغم من الإصابات (أزيد من 60 حالة خطيرة) و الاعتقالات الواسعة، و الإرهاب اليومي، و تشديد الخناق، و حبك المؤامرات، … أعلنت ــ الجماهير ـــ مرة أخرى انتماءها للشهيد مصطفى مزياني و كل شهداء شعبنا المقاوم، و تشبثها بمعتقليها و بمعركتها، و جعلت النظام بكل ترسانته، وعدته و عتاده ينسحب و هو يجر أذيال الخيبة و الهزيمة من قلعة لا تقبل أنصاف الحلول.
ملاحظة: تبقى هاته المعطيات أولية، و سيتم إطلاع الرأي العام بكل المستجدات بالأرقام و التفاصيل حال التوفر عليها.
إنا باقون على العهد
يا نظام يا صهيون، ظهر المهراز في العيون

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا