في الرد على إتهامات علي فقير : مناضل غيور

لقد احتد النقاش بين المناضلين الماركسين اللنينيين خريجي البرنامج المرحلي وحزب النهج الديمقراطي     حول ينابيع فكره السياسي وتحالفه  السياسي الضمني مع جماعة العدل والاحسان الظلامية والذي يؤسس لتحالفهم الميداني المعلن من الطرفين، هذا النقاش الذي امتد على الشبكة العنكبوتية والى الندوات العمومية والشارع العام، وامام عجز مناضلي حزب النهج على الدفاع بوضوح وبجرأة المحنك السياسي عن هذا التحالف المبني على انتهازية طرفيه حاول السيد فقير علي سلك مسار آخر عبر مقاله المعنون: " ما هي الاطراف التي تهاجم النهج الديموقراطي" والذي نعتبر الرد عليه مهمة نضالية تندرج في اطار الكشف عن عن الاصدقاء الحقيقيين للشعب وعن اعداءه المتسترين
أولا: من ناحية الشكل .
ان مبادرته لا ترقى الى مستوى مقال يليق بمؤطر تنظيم سياسي يتوخى فيه امتلاك ادوات النقد والتحليل
لقد وضع المتياسرين في نفس الموقع مع ما يسميها قوى مخزنية والقوى الاسلاموية وهو يعي جيدا ذلك
لقد خصص خمسة اسطر لنقد ما يسميه قوى مخزنية ونفس الشيء لنقد القوى الاسلاموية اما القوى المتياسرة فقد خصص لها 35 سطرا اي سبعة اضعاف ما خصص للقوى السالفة الذكر مما يوضح بالملموس ان هدفه الحقيقي هو الهجوم على المناضلين الماركسيين الليننيين مستعملا اسلوب " وسقطت الطائرة . "
ثانيا: من ناحية المضمون
             1_  في نقده للقوى المخزنية يشير الى كون حزبه امتدادا للحركة الماركسية اللينينية المغربية وخاصة منها "الى الامام" ويكفي مراجعة ادبيات منظمة "اللى الامام" التي لا نجد بها لما يتبناه حزب النهج  اثرا مثل النظام المخزني والقوى التقدمية واللائحة طويلة حيث تخلى – حزب النهج- عن إستراتيجية منظمة "الى الامام" على المستوى السياسي، وتبنيه لمفهوم المخزن يهدف على المستوى السياسي الى تبني شعار النظام المؤسساتي ويجعله منسجما في تبنيه شعار محاربة الاستبداد
             2 _ في نقد القوى الاسلاموية: لقد اعتبر الخلاف معها خلافا شكليا يمس قضايا جزئية كالمرأة والعلمانية والحريات الفردية دون ان يمتد ذلك الى جوهر النظام الذي يتوخاه بديلا واعتبر التناقض معها تناقضا غير عدائيا لا يتجاوز الجدل الفكري والسياسي ولن تكون له اية صفة تناحرية وذلك ما يؤسس لتحالفه معها .
              3 _ في نقد المتياسرين كما يحلو له تسميتهم لم يعمل على بسط وجهة نظرهم السياسية  حتى يتسنى للقارئ استيعاب نقده بل عمل على استعراض مواقف لا نعلم مصادرها والتهجم عليها بدل النقد المرتكز على التحليل ونسوق الامثلة التالية :
   أ-"التزايد لفظيا وهي عاجزة ميدانيا" : ان موقع الصراع هو المجتمع واذا كان هؤلاء المتياسرين عاجزين عن المزايدة الميدانية على حزب النهج فلماذا يكلف نفسه كل هذا العناء للرد على اناس غير موجودين ميدانيا
  ب-"متناسية المسؤول الاول والاخيرعن مأساة الشعب المغربي" : اظن ان السيد فقير يعلم اكثر من غيره ان كل الشعارات التي يرفعها المناضلون الماركسيون اللنينيون تستهدف النظام وهذا وعيا منهم بمسؤوليته المباشرة على الوضع السياسي والاجتماعي للشعب المغربي وهذا ما يجعلهم مستهدفين من طرفه  ولسنا في حاجة لتذكير السيد فقير بلائحة معتقيلينا وشهدائنا على امتدادها الزمني والجغرافي لأننا لا نعتبر تضحيات مناضلينا أرصدة بنكية في المجال السياسي نساوم بها ودون ان ننكر أننا لا نتقاعس في فضح كل المتآمرين على قضايا شعبنا من قوى اصلاحية وتحريفية التي تحاول ان تستثمر نضالات الجماهير الشعبية لتقوية موقع تفاوضها لحسابها الخاص ويمكن الاشارة في هذا الاطار الى :
° تحاف حزب النهج مع البروقراطية النقابية والتي تشكل امتدادا لقوى رجعية وفي احسن الاحوال لقوى اصلاحية كما تم خلال المؤتمر الاخير للاتحاد المغربي للشغل من اجل الحصول على بعض المقاعد على مستوى القيادة ضاربين عرض الحائط كل الاساليب الديموقراطية التي تسمح للقاعدة الجماهيرية في اختيار قادتها .
° تحالف حزب النهج مع جماعة العدل والاحسان الظلامية في اطار حركة 20 فبراير ليتم التخلي عن الشعارات الجوهرية المعبرة على رغبة الجماهير الشعبية في تحقيق التحرر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي لن يتم الا ببناء مجتمع اشتراكي وغاضين الطرف عن الطبيعة الرجعية للجماعة .
ج- يعتبر هؤلاء (اي المتياسرون حسب تعبيره) النضال النقابي ،النضال الحقوقي،النضال الجمعوي ،النضال الثقافي نضالا اصلاحيا وبالتالي لافائدة منه .
اننا نؤكد اعتبارنا لكل انواع النضال المشار اليها نضالا اصلاحيا ونحن في ذلك لا نخالف لينين  لكن ان يقر السيد فقير على لساننا بكون ذلك دون فائدة ولا يكلف نفسه تقديم ما يثبت قوله فهو عين التجني ويبعده عن اخلاق المناضل .
ان النضال النقابي نضالا اصلاحيا  ويكون شكله ذلك بارزا في مرحلة غياب الاداة الثورية باعتباره يقتصر في نضاله على مطالب اصلاحية عكس مرحلة افراز الاداة الثورية التي تحاول بوتقة كل النضالات الجماهيرية في اتجاه حسم السلطة السياسية من خلال تعميق الوعي السياسي لدى الجماهير المعنية فتعي بذلك تناقضها التناحري مع النظام القائم
وقد نسائل السيد فقير عن دور حزبه في الرقي بالعمل النقابي وهو الذي نال حظه من المقاعد في  قيادة الاتحاد المغربي للشغل عبر اشراك الطبقة العاملة في نضالات حركة 20 فبراير وقد يجيبنا بكون خصومه يعترضون , لكن كونهم المتربعين الوحيدين على قيادة الاتحاد النقابي للموظفين دون ان يعلنوا اية معركة موازية للحركة الجماهيرة(20 فبراير) توضح رؤيته للنضال الجماهيري عامة واهدافه من ذلك .
اما كيفية اشتغالنا في المجال النقابي ،فهو يعلم بوجود مناضلينا بفعالية كبيرة في نقابتي ك د ش وا م ش وحزبه يعمل جاهدا لاقصاء مناضلينا في هذه الاخيرة .
اما النضال الحقوقي فهو كذلك نضالا اصلاحيا وقد يكون مؤطرا بمفهوم برجوازي كما هو الشأن بالنسبة لمرجعيات حقوق الانسان المعتمدة من طرف حزب النهج عبر الجمعية المغربية لحقوق الانسان وحتى التفكير في خلق هامش للتملص لهذا المفهوم على المستوى العملي قد تجنبه من خلال احكام قبضته على قيادة الجمعية وجعل فروعها تخضع للتوجيهات المعممة خاصة لدى الفروع التي لم يتمكن من احكام قبضته عليها , يكفي ان نشير الى التعامل الانتهازي مع قضية الاعتقال السياسي : فكل المهتمين بالشان الحقوقي يتذكرون تبني الجمعية المغربية لحقوق الانسان لمعتقلي "فاتح ماي" فلم يخلو اي بيان من الاشارة اليهم ولم يتهاونوا في تنظيم الوقفات ونحن اذ نعتبر التضامن مع المعتقل السياسي واجبا نضاليا , نسائلهم عن تعامل الجمعية المغربية لحقوق الانسان الفاتر مع معتقلي النهج القاعدي الديمقراطي في كل المدن الجامعية .
د- حركة 20 فبراير لقد تشكلت حركة 20 فبراير في بدايتها كحركة جماهيرية بشعارات سياسية اصلاحية وانخرطت قوى سياسية مختلفة الرجعية منها والاصلاحية والتحريفية  والثورية(جماعة لعدل والاحسان،العدالة والتنمية:التقدم والاشتراكية ،الاتحاد الاشتراكي،الحزب الاشتراكي الموحد،المؤتمر الوطني الاتحادي،الطليعة،حزب النهج،الماويون ،التروتسكيون،الماركسيون اللنينيون) وقد حاول كل من موقعه العمل على جعل الحركة تسير وفق منظوره للافاق التي ياملها، وقد كان هدف المناضلون الماركسيون اللنينيون العمل على جعل الحركة تسير في اتجاه تجدير النضال الجماهيري العام وتقوية التوجه الثوري داخلها مما جعل جل القوى تنسحب بشكل رسمي أو ضمني ونظرا للضعف السياسي والتنظيمي لحزب النهج والذي يجعله عاجزا عن تاطير الحركة فقد سارع الى عقد تحالف مع اكبر حركة رجعية وهي جماعة العدل والاحسان جاعلا من تحالفه هذا عنصر ترهيب كما يظن للسلطة السياسية متناسيا ان الجماعة المعنية تبحث لذاتها عن موقع على رقعة المساومات الممكنة والمحتملة لتخلق لذاتها منفذا على الساحة السياسية هذا التحالف الذي كان السبب في جعل الجماعة الظلامية تحتل المشهد على مستوى الحركة وتتسبب في تراجع قاعدتها مقارنة مع المسيرات الشعبية الاولى والثانية ورغم ذلك فالمناضلون الماركسيون اللنينيون لا زالوا مستمرين في مقاومة هذا الاجتياح بطرق تختلف من موقع لاخر.

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا