إنتفاضة الحركة التلاميذية المغربية

بيان تضامني مع نضالات الجماهير التلاميذية


الإتحاد الوطني لطلبة المغرب
النهج الديمقراطي القاعدي
مواقع الصمود
بيان تضامني مع نضالات الجماهير التلاميذية

يجزم الكل أن الأوضاع المزرية لشعوب العالم الرازخة تحت نير الاستغلال البشع للرأسمالية ما فتئت تزداد يوما بعد يوم رغم المحاولات البائسة التي تقوم بها الدول الإمبريالية سعيا منها إلى إظهار نظامها المتهاوي في حلة أحسن، لكن التاريخ أبان و لا يزال يظهر مدى التعفن الذي أصبحت عليه الرأسمالية من خلال النتائج الكارثية التي يدفع العمال في المصانع و الفلاحون في البوادي ثمنها، فالمتتبع لواقع الدول الإمبريالية سيلاحظ أن الأوضاع الإجتماعية للطبقات المضطهدة لا يزال يعيش تراجعا مهولا. فسياسة التقشف المتبعة في الدول الأوروبية تفرض الزيادة في الأسعار و التقليص في النفقات و رفع الضرائب و تقليص الأجور، ما أدى إلى تسريح آلاف العمال من القطاع العام و الخاص أيضا، ما جعل الجماهير من العديد من البلدان (اليونان، البرتغال، فرنسا، اسبانيا..) تنتفض على جملة السياسات الطبقية هاته التي تجعل الطبقات المسيطرة (بكسر الطاء) فاحشة الثراء و من المسيطر عليها مدقعة الفقر، فالإصلاحات التي تقوم بها الأنظمة القائمة في هاته البلدان لا تعدو أن تكون أوهام لتدجين الشعوب و در الرماد في أعينها. ما يبين للمرة الألف بطلان ما تروج له الامبريالية من اكاذيب حول نهاية التاريخ و خلود الرأسمالية ويثبت علمية المفهوم المادي عن التاريخ الذي لا يرى في مرحلة الإمبريالية سوى عشية لبزوغ الثورة الإشتراكية، وأمل البرولتاريا في التحرر و الإنعتاق.

على المستوى الإقليمي، لم تبرح الجماهير الشعبية مكانها و هي تعايش مرحلة من أحلك المراحل التي مرت منها شعوب المنطقة، فالدور الذي قامت به القوى الظلامية كان بمثابة طوق نجاة للإمبريالية العالمية و قبر للمطالب الإقتصادية السياسية الإجتماعية التي خرجت الشعوب من أجلها و رافعة شعارات مطالبة بها، هذا التطويق الذي شنته هاته القوى على عقول الجماهير الشعبية بتدجينها و تخبيل وعيها و اللعب على الوتر الديني من أجل لجم نضالاتها، استطاع لحدود معينة تنفيذ المهام المنوطة به. لكن أضحوكة التاريخ هاته سوف لن تستمر ما دامت المعاناة هي نفسها التي لا زالت قائمة بل أصبحت أكثر مما مضى، فبمباركة الأذناب الإصلاحية التي أبان التاريخ عن عجزها التام في قيادة نضال الجماهير لدك البنية القائمة التي تعيق نمو قوى الإنتاج، استطاعت الأنظمة القائمة فرض المزيد من المخططات الرامية إلى ضرب مكتسبات الجماهير الشعبية لتطال حتى ''حق التعبير'' الذي كان نسبيا مكفولا في وقت من الأوقات، ممهدة بذلك لزحف أكبر من طرف الرساميل الأجنبية للمزيد من اكتساح اقتصاد دول المنطقة من أجل ربطه بشكل كلي بمصالح الطغمة المالية المحتكرة، و ضرب المصالح الوطنية لأبناء الشعب المعدومين، و هذا بالسير قدما نحو توقيع المعاهدات و الإتفاقيات الرامية إلى تكبيل التطور الإقتصادي من خلال المساعدات و القروض المالية الضخمة التي بموجبها يتم فرض السياسة الداخلية لهاته البلدان.
المغرب كذلك لا يخرج عن هذا النطاق إلا شكليا، فأطروحة الإستثناء المغربي التي أريد لها أن تجد طريقا للنور، سرعان ما اضمحلت بنضالات الجماهير العشبية التي رغم الخيانة التاريخية التي منيت بها من طرف القوى الإصلاحية و الأذيال الرجعية للنظام القائم استطاعت أن تجعل راية النضال مرفوعة رغم الضربات التي توجه لها من طرف النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي القائم، فالملاحظ لمسار التطور الذي تشهده الساحة السياسية في بلادنا سيعلم لا محالة أن الأوضاع اقتصاديا دخلت في أزمة أشد من سابقاتها، فالزيادات التي طالت الضريبة على القيمة المضافة ستنعكس على أسعار المواد الأساسية (الشاي، السكر، الزيت، الحليب...) بالزيادة فيها بنسبة أكثر من السابق، إضافة إلى أن نظام التقاعد المنهار أصلا بدأ بدخول مرحلة العجز و الإفلاس، ناهيك على صندوق المقاصة الذي كان يعتبر بمثابة ماء الوجه للنظام القائم أصبح الآن في مهب الريح بعد ما سمي بـ''الإصلاحات الكبرى'' التي سيباشر تنفيدها السنة الحالية، ما سيؤثر على المستوى السياسي ليجعل القمع و التقتيل يضاعف اتجاه كل التحركات النضالية التي تخوضها الجماهير الشعبية في عدة مناطق بهذا الوطن الجريح، بداية بالقمع الذي طال أساتذة سد الخصاص، و الأساتذة المطالبين بالترقية (مراكش، وجدة، الرباط..) وصولا إلى أبناء الشعب المغربي المحرومين من أبسط مقومات العيش (زاكورة، انفكو، ميدلت، صفرو..)، مرورا بنضالات الشعب الصحراوي الشقيق المطالب بحقه المشروع في تقرير المصير التي تشهد حملة هوجاء من القمع و الإعتقال و الإختطاف (أسا، سمارة، العيون،..). أما الحركة الطلابية فلم تسلم أيضا من هذا الهجوم الكاسح باعتبارها جزء لا يتجزأ من الحركة الجماهيرية، فالإقتحامات المتتالية للأحياء الجامعية (مراكش، فاس، قنيطرة..) لا تعبر إلا على أن النظام القائم يسير في اتجاه ضرب كل فعل نضالي في جنينيته، إضافة على الإعتقالات المستمرة التي تطال مناضلي أوطم في جملة من المواقع الجامعية، كان أخرها رفيقنا عبد الغني الرزاقي الذي لا تزال التأجيلات مستمرة للمحاكمة الصورية التي يتعرض لها.



 و حيث أن الجماهير التلاميذية ليست خارج معادلة الصراع مع النظام القائم على مكتسبات الجماهير الشعبية في الحق المقدس في التعليم، فقد خرجت في عدة مدن مغربية منددة بما سمي بـ ''منظومة مسار'' التي بموجبها يتم العمل على إدخال المنظمومة الإلكترونية إلى نظام الإدارة المدرسي، لكن الإبتعاد عن الإشكالات الحقيقية و الممثلة في البنية التحتية الجد مهترئة، الأطر الغير كافية، إفراغ المقررات من المضمون العلمي، الآفاق المغلقة للمتخرجين.. سيجعل مصير هذه الخطوة ليس أحسن من سابقاتها، ما يفسر مقاطعة التلاميذ للدراسة و خروجهم في مسيرات حاشدة (طنجة، مراكش، الدار البيضاء، بني ملال، سطات، مكناس، وجدة...) تمت موازاتها بتطويق رهيب لقوى القمع و إقتحامات متوالية لحرم المؤسسات التعليمية من طرف أجهزة القمع الطبقية (الدار البيضاء، الرباط، ثانوية مولاي اسماعيل ...) و التي كان آخرهــا الإقتحام الهمجي لحرمة المؤسسة بثانوية مولاي اسماعيل. من خلال هذا الحراك النضالي لأبناء الشعب المغربي، أكدت الجماهير التلاميذية قدرتها على بعثرة أوراق النظام القائم في مخططه الرامي إلى ضرب ما تبقى من مكتسبات في قلعة الجماهير الشعبية.
و إذ نعلن تضامننا المطلق و وقوفنا إلى جانب الجماهير التلاميذية في نضالها على مطالبها العادلة و المشروعة، نعلن للرأي العام الوطني و الدولي ما يلي:

تـشـبـتـنـا بــ:
 الماركسية اللينينية فكرا و ممارسة.
- أوطم الممثل الشرعي الوحيد و الأوحد لطلبة المغرب.
- البرنامج المرحلي كإجابة علمية و عملية على أزمة الحركة الطلابية.
- ''المجانية أو الإستشهاد'' الشعار التكتيكي المؤطر لنضالات المرحلة.

تـضـامـنـنـا مع:
- نضالات كافة الشعوب الطواقة للتحرر و الإنعتاق.
- نضالات الشعب المغربي.
- نضالات الجماهير التلاميذية.
- نضالات الجماهير الطلابية بكافة المواقع الجامعية.
- عائلات شهداء و معتقلي الشعب المغربي.
- معتقلينا السياسيين حسن أهموش، محمد الولكي، عبد الوهاب نور الدين، سفيان الصغيري، عبد الغني الرزاقي.
- المعتقلين السياسيين بكافة المواقع الجامعية (مكناس، أكادير، مراكش، فاس..)

تـنـديـدنـا بــ:
- القمع الذي طال نضالات الجماهير التلاميذية (الدار البيضاء، طنجة، الحسيمة..).
- التأجيلات المتوالية للمحاكمات الصورية التي يتعرض لها رفاقنا بسجن تولال2 السيء الذكر.
- الحكم الجائر الذي صدر في حق رفيقنا عبد الغني الرزاقي بموقع أكادير الصامد.
- القمع الذي يطال نضالات الجماهير الشعبية (أساتذة، عمال، فلاحين، طلبة...).
- القمع الذي تتعرض له الجماهير الطلابية بكل المواقع الجامعية (مراكش، أكادير، مكناس، فاس، تازة، القنيطرة..).
عـزمـنـا عـلـى: 
- مواصلة نضالنا ضد أعداء الحركة الطلابية (النظام القائم، القوى الشوفينية الرجعية، القوى الظلامية...) 
- التصدي بكافة السبل لكافة المؤامرات و الدسائس التي تحاك ضد النهج الديمقراطي القاعدي في السر و في العلن.

عاشت وحدة الشعب المغربي 
عاشت وحدة الحركة الطلابية 
عاشت أوطم صامدة ومناضلة 
عاش النهج الديمقراطي القاعدي منبعا للثوار 

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا