المعتقلين السياسيين للنهج الديمقراطي القاعدي تولال 2 مكناس

الإتحاد الوطني لطلبة المغرب                                          
المعتقلين السياسيين للنهج الديمقراطي القاعدي                           
تولال 2 مكناس   
                                                   
الصغيري سفيان رقم اعتقال 6816
 حسن أهموش رقم اعتقال 6817
الولكي محمد رقم اعتقال 6819

بيان الذكرى السنوية لإستشهاد الرفيقة الأمامية سعيدة المنبهي –11/12/2013–

"أنا اليوم في السجن كي لا يكون السجن غدا" –  سعيدة المنبهي

منذ ما يزيد عن ثلاثين سنة دونت سعيدة المنبهي المناضلة الأمامية الماركسية اللينينية هاته الكلمات وهي بين قضبان أحد زنازن الرجعية. وها نحن الآن نعود إلى استحضارها أمامنا نحن معتقلوا النهج الديمقراطي القاعدي من داخل السجن المحلي تولال 2- المشؤوم الذكر- بمناسبة حلول الذكرى 36 لإستشهادها بعدما  أن لفظت آخر أنفاسها إبان معركة الإضراب عن الطعام البطولية التي خاضتها إلى جانب باقي رفاقها ورفيقاتها، ولن نجد خير تخليد لذكرى استشهادها سوى التشبث بنهجها وإتباع خطاها.
وتأتي هذه المناسبة في ظل وضع يتسم بتفاقم الأزمة المالية الإمبريالية واتساع رقعتها عبر العالم كانعكاس موضوعي لاحتدام التناقض القائم بين الرأسمال والعمل المأجور، إزاء ذلك وقصد التنفيس عن أزمتها البنيوية، فإن القوى الإمبريالية تعمل على تصريفها على كاهل شعوب العالم المستضعفة بطرق وآليات تتأرجح بين شن حملات حربية لصوصية على بعض البلدان (أفغانستان والعراق نموذجا) وإشعال فتيل حروب أخرى تحت غطاء طائفي تارة وعرقي تارة أخرى و... الخ، وبين تدخل مؤسساتها المالية الكبرى في السياسات الداخلية للعديد من البلدان الأخرى وتنصيب أنظمة عميلة بها تكون بمثابة تمثيليتها الاقتصادية والسياسية والإيديولوجية. مؤطرة كل هذا وذاك بحزمة من الشعارات الديماغوجية (السلم الدولي،إحلال الأمن والسلام، دمقرطة الأنظمة، محاربة أسلحة الدمار الشامل، محاربة الإرهاب...) التي ما فتئت أن تكسرت على صخرة الواقع الموضوعي الكفيل بإزالة كل المساحيق التي تحاول التستر تحتها، فأمام نهجها لسياسات "التقشف" و محاولات الإجهاز على مكتسبات الحركة العمالية بكل من فرنسا،إسبانيا،أوكرانيا،إيطاليا،اليونان... لم تتوانى شعوب تلك البلدان الإمبريالية ذاتها عن الانتفاض، الأمر الذي زاد من حدته التسريح الجماعي للعمال وتراكم جيوش اليد العاملة المسرحة. هذا ولم تتخلف شعوب البلدان التبعية هي الأخرى عن الموعد، إذ التحمت سواعد العمال والفلاحين وباقي المسحوقين رافضة واقع استنزاف الثروات والخيرات وبيعها بأبخس الأثمان للدواليب الإمبريالية وكذا واقع الزحف على الحريات الشيء الذي أكدته انتفاضات الشعوب بكل من (تونس،مصر،ليبيا،المغرب ،الجزائر،الأردن،...) التي اختلفت باختلاف خصوصية كل بلد على حدا وباختلاف حدتها وما بلغته من نتائج، لكن وعلى الرغم من ذلك استطاعت بحق تبيان موقف هاته الشعوب تجاه أنظمتها الفاقدة للشرعية الشعبية وكانت في الآن ذاته إدانة لمجموع التصورات البرجوازية العاجزة عن قيادة الجماهير الثائرة، لتؤكد بدماء شهداءها وحرية معتقليها ملحاحية بناء الأداة الثورية القادرة على توجيه هاته الشعوب نحو مبتغاها وتحصين مسار حركتها من التدخل الإمبريالي وكذا باقي أشكال الإسترزاق على نضالاتها كما هو الحال مع القوى الظلامية بالمنطقة، هذا دون نسيان المقاومة المسلحة للشعب الفلسطيني ضد الصهيونية والرجعية المحلية ، بتدعيم من القوى الإمبريالية بغية تصفية القضية الفلسطينية قضيتنا الوطنية.
أما على المستوى الوطني وارتباطا بكل ما سلف، فإن النظام القائم ، كباقي الأنظمة التبعية ، بطبيعته اللا وطنية اللا ديمقراطية اللا شعبية لم يتردد ولو لمرة، منذ ولادته القيصرية إلى الظرف الحالي في تكريس تبعيته وارتمائه بين أحضان القوى الإمبريالية. إذ يسارع الخطى نحو الإمتثال الأتم لتوصيات/أوامر مؤسساتها المالية الكبرى (صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، منظمة التجارة العالمية...) بأجرأتها عبر جملة من المخططات الطبقية المستهدفة لقوت وقوة الجماهير الشعبية ولأبسط مستلزمات الحياة في شتى القطاعات (صحة،سكن،تعليم،نقل،شغل...) علاوة على التسريح الجماعي للعمال وانتزاع أراضي الفلاحين الصغار، للاستمرار في مسلسل الإجهاز على صندوق المقاصة واتخاذ إجراءات "تقشفية" (نظام المقايسة،تمديد سن التقاعد، الرفع من قيم الضرائب المباشرة وغير المباشرة، الرفع الجنوني لأسعار المواد الأساسية وفواتير الماء والكهرباء...)، موازيا كل ذلك بشن حملة تدجين واسعة عبر صرف ملايين الدراهم في تنظيم المهرجانات اليومية وكذا تدعيم مواسم الخرافة والدجل، بغية تزييف وعي الكادحين بفكر التحالف الطبقي المسيطر. ومتمما ذلك بشن مجموعة من القوانين الرجعية لأجل تكميم الأفواه وشل أي تحرك جماهيري (قانون الصحافة،قانون الإرهاب،قانون الإضراب...). وفي هذا السياق يأتي بشعار "الاستثناء المغربي" إلى جانب شعارات أخرى (الدستور الجديد، دولة المؤسسات، عهد الديمقراطية، الحكم الذاتي، الوحدة الترابية...) كغطاء ديماغوجي أخرق لمواجهة كل الأصوات المنادية بالتغيير لا سيما ما تعيشه المنطقة بعد انتفاضات شعوبها ومسلسل الردة الرجعية على مسارها بتدعيم مباشر أو غير مباشر من الإمبريالية العالمية التي تعمل على تكييف المشهد الدولي وفق مشاريعها الآنية والمستقبلية. بيد أن تناقض الشعارات مع واقع الحال الفعلي هو الوحيد الكفيل بتعرية أكذوبة "الاستثناء" هذه وكل تلك الشعارات الأخرى التي لطالما حاولت أبواق الرجعية التطبيل لها بمسرحيات فلكلورية داخل وخارج مؤسساتها الفاقدة للشرعية ، بل الأكثر من ذلك كان للقوى الإصلاحية وأذيالها التحريفية دور لا يستهان به في ذلك باسم "مصلحة الشعب" والدفاع عن الكادحين في غياب الممثل الحقيقي لهاته الجماهير التي لا زالت تصنع في الملاحم تلو الأخرى وتقدم من خيرة أبناءها قرابين، للتحول التام والإنعتاق، ولعل ما حققته "حركة 20 فبراير" لخير دليل على ذلك إضافة إلى إنتفاضات شعبية (تازة بوعياش،تارجيست،أنفكو،...) حملت نفس المغزى.
وبدورها لم تسلم الحركة الطلابية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من حركة الجماهير الشعبية ورافد من روافد حركة التحرر على المستوى الوطني، من استهداف النظام القائم، الذي أخد على عاتقه مهمة سحب بساط التعليم من عموم الكادحين منذ استكمال بناء دولة المعمرين الجدد، عبر إنزاله جملة من البنود التخريبية والمخططات الطبقية، كان آخرها المخطط الإستعجالي، النسخة المشوهة لميثاق التربية والتكوين، الهادفة جوهرا إلى إلحاق هذا الحقل الحيوي بمسلسل الخوصصة بكل ما في ذلك من ضرب لحق الجماهير المقدس في التعليم، وعلى الرغم من الفشل الذريع الذي لاقته أمام صمود الحركة الطلابية بمضمونها الثوري والكفاحي بمعاركها النضالية الموجه على أرضية البرنامج المرحلي؛ الإجابة العلمية الوحيدة والشاملة لأزمة الحركة الطلابية، وبشعارات تكتيكية مؤطرة لكل ظرف تقطعه في مسارها، والذي يعتبر شعار "المجانية أو الاستشهاد" إحداها، إلا أن النظام القائم لا زال يطور في أساليب تعاطيه مع مجانية التعليم في الموسم الحالي على ضوءها، فعلى مستوى الموسم الجامعي الحالي عمل على تطبيق جملة من البنود التخريبية من قبيل ( بند الانتقاء، بند الطرد البيداغوجي، المراقبة المستمرة...) هذا إضافة إلى الزحف على حق السكن والتغذية الجامعيين وتعطيل صرف المنح الطلابية في الوقت المحدد، بالإضافة الى تقزيمها بشكل مهول... كلها بغاية واحدة وهي ضرب الأسس المادية لتواجد الجماهير الطلابية والتي تؤدي دورها كالعادة بتفجير معارك نضالية وازنة بمجموع المواقع الجامعية وتقدم تضحيات تلو الأخرى، ما دامت التضحية هي السبيل الوحيد للحفاظ على مجانية التعليم.
ومن موقعنا كمعتقلين سياسيين للحركة الطلابية بسجن تولال 2 مكناس وأمام الإعتقال الذي يطالنا منذ يومه 17/12/2012 بدون محاكمة، بفعل التأجيلات الماراطونية التي تعرفها، وأمام تدهور شروط إعتقالنا بالسجن، فإننا نخوض إضرابا غير محدود عن الطعام منذ يومه 07/11/2013، في إنتظار مثولنا أمام المحكمة الصورية يومه 23/12/2013.
ولعل إستحضارنا للذكرى السنوية لإستشهاد الرفيقة الغالية سعيدة المنبهي، لهو إستحضار للمبادئ والقيم التي استشهدت دفاعا عنها،إنه إستحضار للمهام الملقاة على عاتق كل المناضلين الغيورين على مصالح الشعب المغربي. 
وإذ نقف إجلالا بهذه المناسبة لنعلن للرأي العام الوطني والدولي ما يلي:

● تشبثنا ب:   
•    الإطار الإتحاد الوطني لطلبة المغرب الممثل الشرعي الوحيد لكافة الطلبة المغاربة.
•    الماركسية اللينينية إيدولوجية الطبقة العاملة.
•    البرنامج المرحلي إجابة علمية على أزمة الحركةالطلابية.
•    "المجانية أو الإستشهاد" شعار تكتيكي يتلاءم وخصوصية الظرف الحالي.

● تضامننا المبدئي والا مشروط مع:
•    نضالات كافة شعوب العالم ضد القهر والإستبداد.
•    نضالات الشعب المغربي (عمال،فلاحين،طلبة،معطلين،تلاميذ،...).
•    نضالات الشعب الصحراوي.
•    نضالات الحركة الطلابية بكافة المواقع الجامعية ( الراشيدية، أكادير، مراكش، مكناس، فاس، تازة،...).
•    كافة المعتقلين السياسيين (أكادير،مراكش،فاس،تازة،...).
•    معتقلينا نور الدين عبد الوهاب بسجن ورزازات والرزاقي عبد الغني بسجن أيت ملول بأكادير.

● تنديدنا ب:
•    الهجمات الإمبريالية في حق الشعوب.
•    الهجوم القمعي على الشعب الصحراوي.
•    الإعتقالات السياسية التي تطال المناضلين الشرفاء.
•    المحاكمات الصورية التي تطالنا وتطال كافة المعتقلين السياسيين.

● عزمنا:
•    الإستمرار على درب الكفاح، درب سعيدة وكافة الشهداء.
•    مواصلة معركة الأمعاء الفارغة إلى غاية بلوغ مبتغانا.
•    النضال من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين.

● دعوتنا: 
   كافة الجماهير الطلابية إلى المزيد من التشبث بحقهم المقدس في التعليم.   كافة المناضلين المخلصين التفاني في تجسيد المهام المرحلية.   كافة الجماهير الطلابية وعائلاتنا الحضور يومه 23/12/2013 للمحاكمة الصورية التي ستطالنا قصد المزيد من فضح النظام القائم ووجهه الدموي.

"تستطيعون قطف كل الزهور لكن لن تستطيعوا وقف زحف الربيع"
بابلو نايرودا

عاشت أوطم صامدة ومناضلة
عاش النهج الديمقراطي القاعدي منبعا للثوار

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا